Saturday, November 02, 2013,06:52
كاكيّة
"ما شئتَ لا ما شاءتِ الأقدارُ/فاحكم فأنتَ الواحدُ القهارُ"، هكذا خاطبَ خَلَفُ المتملقِ الأولِ خَلَفَ الطاغيةِ الأول؛ فلَبِئس الخَلَفُ ولَبِئس السلف!
ورغم ذلك، يظل للأمرِ منطقيّتُه، بعد أن أضحتِ البلادُ والعبادُ محضَ تجلٍّ لذاتِه القدسيةِ المطلقةِ التى تظهرُ فى الموجودات. ليس فى الـجُبّةِ سواه، بل والـجُبّةُ هو. هو الـجُبّةُ ولابسُها وحائكُها وكاويها ومُمزِّقُها وفاشخُها وفاشخى وفاشخُكم. هو الذاتُ، تتجلى فى التاريخِ لتعىَ ذاتَها؛ هو الديالكتيكُ والحركة. هو هيجلُ، وهيجلُ هو.
هو القائدُ والرئيسُ والحكومةُ والبرلمانُ والقانونُ وقاضى الشرائعِ، هو الـخَصْمُ والحَكَمُ والـحُكْمُ وعريضةُ الاتهام؛ هو الشعبُ الذى تصدرُ عنه السيادةُ، وهو السيادة.
هو المثقفُ الذى يخونُ، هو الخائنُ، هو المَخونُ، هو الخيانةُ؛ هو الثلاثةُ أولُ المفردِ، هو الواحدُ فى كثرةٍ، هو الكثرةُ فى وحدةٍ، هو ابنُ عربى، هو الأندلس.
وهو الذى يتنحنح!
ويكادُ من شبه العذارى فيه أن تبدو نهودُه
ناطوا بمعقدِ خصرِهِ سيفًا ومنطقةً تؤودُه
جعلوه قائدَ عسكرٍ ضلّ الرعيلُ ومن يقودُه [الوزير المهلبى]
:(