Thursday, August 16, 2007,01:49
تداعيات

مفتتح: ولجأنا للسماء .. يوم أزرى بالسماء الآخرون

***

ذهبتُ إلى المَصبّ، ولم أكنْ من قبل قد ذهبتُ إلى المَصبّ. قلتُ أحملُ صليبي وأحبو - كالنيلِ - نحوَه. قلتُ أصعدُ الجلجثةَ والخريطةَ مجلوداً بالحزنِ والخطيئة. قلتُ - في الشمالِ - أتطهر.

خاطر: أحبُّ النيلَ وأشتاقُ الغرقَ فيه، وأخشى البحرَ وأحذرُ الغرقَ فيه. الغرقُ في النيلِ طهارةٌ للروحِ من الدَرَنِ، وعودةٌ إلى النبعِ والرحم. والغرقُ في البحرِ - كالغرقِ في الحياةِ - خديعةٌ وغدرٌ وانهزامٌ ورفسةُ فرَس.

رأيتُ الملحَ يجتاحُ النيل. رأيتُهُ منسحقاً بلا هديرٍ ولا خرير. رأيتُهُ يئنُ تحتَ وقْعِ ارتطامِ الموجِ وخشونةِ الأصداف. رأيتُهُ فيما يرى اليقظان. كان مثلي. وكان أبيضَ الفودين. كان كسيرَ القلبِ يحملُ صليبَه في طريقِ العودة. كان نيلاً وكان يشكو الظمأ.

مداخلة: هذا الجزءُ الخاصُ من ذاتك - الذي يكشفُهُ الحشيش - لا ينبغي أنْ يتعرّى أمامَ كلِّ أحد، فاخترْ رفاقَ التبغِ واللفافة. اخترْ رفاقَ التبغِ واللفافة.

كان النيلُ عن يميني والبحرُ عن شِمالي، فعرفتُ أنْ لا مفر، وأنْ قد حانَ وقتُ الأشياءِ المؤجّلة.

إلهي الذي في السماء .. اعبرْ عني هذا الكأس.

 
Posted by Muhammad | Permalink |