Tuesday, January 20, 2009,21:48
كان لابد من حضورك يا فاطمة

تداخلت ملامحك في كل الحروف التي كتبتها في كراسات الإجابة. تشابكت ابتسامتك وحروف الإنشاء مع خصلات شعرك فانسالت النجوم الملونة على الدرج الذي أجلس عليه ووصفت عينيك في ثلاث ورقات كاملة، حتى أن كلمات الحبر الأسود كانت تتوهج لفرط ما بها من ألق خاص. ألبستك تاج الملكة كليوباترا ووهبتها أنفك المرتفعة، وعندما حانت لحظة الموت المريرة وجاء وقت دفع ثمن الحب خبأت الثعبان في جيبي حتى لدغني أنا بدلا منك. انفتحت أمامي كل أقواس الجبر المعقدة من تلقاء نفسها وانعدلت كل المعادلات وجاءت السين مع الصاد والتقيا معا عند علامة التساوي في نشوة غامرة. أخذت ألهث وسط خطوط الهندسة الفراغية المتداخلة وزواياها المعقدة ورأيت أصابعك وهي تمتد نحوي، كانت رفيعة كالخط الذي يصل بين نقطتين ويكون مستقيما بين قلبي وعينيك. لم يكن شيء ليتوازن دون وجودك يا فاطمة، حتى جدول مندليف للفزات، عندما رتب كل عناصر الكون وكل أسرار الموت والميلاد وجد هناك عنصرا غائبا فترك له مكانا فارغا في الجدول وجئت أنا فوضعت اسمك يا فاطمة فتوازنت كل الأرقام الذرية، واستقام كل شيء، وانتقلت رعدة تيار فارادي عبر جسدي عندما وضعت يدك على خدي، ومستني قبلتك فاشتعلت كل التفاعلات وتداخلت الأحماض في القلويات وتصاعدت منها أدخنة كثيفة الألوان، وسوائل تشبه قوس قزح وأتربة من مساحيق الأزهار الجافة، كل شيء كان يفور من فرط النشوة، ألم أقل لك يا فاطمة، كنت دائما الطرف الغائب في كل المعادلات والذي لابد من حضوره. لم يكن ماركوني ليدرك أن الصوت صوتك، ولا نيوتن أن الجاذبية هي بعض من سحرك، ولا بلانك ليتأكد من أن معدل الخطأ العام جاء فقط لأنك ضننت بلمستك الأخيرة.

عن رواية/ انكسار الروح، للدكتور/ محمد المنسي قنديل.

 
Posted by Muhammad | Permalink | 12 comments