Thursday, January 17, 2008,04:22
متن

كتـاب اليد
بــاب الكـف
فصل الأصــابع

تَتَفَرَّعُ الْأَصَابِعُ مِنْ رَاحَةِ يَدِهَا كَأَغْصَانِ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ لَا شِيَةَ فِيهَا. يَنْتَهِي السَّاعِدُ بِالرُّسْغِ، لِتَبْدَأَ مَمْلَكَةُ الْكَفِّ. وَلَوْلَا عِلْمِي أَنْ لَا طَاقَةَ لَكُمْ عَلَى السَّمَاعِ لَحَدَّثْتُكُمْ ثُمَّ حَدَّثْتُكُمْ، حَتَى لَقُلْتُمْ مَسَّهُ طَائِفٌ مِنْ جُنُونٍ. تَتَفَرَّعُ الْأَصَابِعُ طُولِيَّةً فِي دِقَّةٍ، وَرَفِيعَةً فِي رِقَّةٍ. لا يَعِيبُهَا امْتِلَاءُ شَحْمٍ وَلَا ضُمُورُ لَحْمٍ وَلَا بُرُوزُ عَظْمٍ. يَنْكَمِشُ جِلْدُهَا - الْمُشْرَبُ بِسُمْرَةٍ – حَوْلَ مَفَاصِلِ السُّلَامِيَّاتِ وَفَوْقَهَا فِي غَيْرِ تَرَهُّلٍ، وَكَأَنَّهُ رَبْعٌ خَالٍ يَتَحَرَّقُ شَوْقَاً لِمَنْ يَغْرَقُ فِيهِ وَيَفُكَّ طَلَاسِمَهُ (أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ أَكُونَهُ). وَفِي الشَّمَالِ مِنْ هَذِهِ التَّكْوِينَاتِ الرَّبَّانِيَّةِ يَرْقُدُ عَاجُ الْأَظَافِرِ الْأَمْلَسُ فِي وَدَاعَةٍ تَحُوطُهُ قِبَابُ الْبَنَانِ الْمُرْهَفَةُ النُّورَانِيَّةُ. يَقُولُ شَيْخُنَا الْعَالِمُ الْعَلَّامَةُ، وَالْفَاهِمُ الْفَهَّامَةْ، صَاحِبُ الْكَرَامَاتِ، وَالَمُرْتَقِي فِي الْمَقَامَاتِ: وَاحْذَرْ – أَيُّهَا الَمُرِيدُ – أَنْ تَمَسَّ دُونَ أَنْ تَسْتَشْعِرَ مِنْهُ الْإِقُبَالَ، أَوْ أَنْ تُقَبِّلَ دُونَ أَنْ تَعْرِفَ فِيهِ الشَّوْقَ لِلْوِصَالِ. فَكَمْ مِنْ مُحِبٍّ أَخَذَتْهُ هَالَةُ الْأَصَابِعِ فَتَعَجَّلَ. وَمَا أَنْ تَعَجَّلَ حَتَّى تَغَيَّرَ عَلَيْهِ الْمَحْبُوبُ وَتَبَدَّلَ. فَالْوَقْتَ الْوَقْتَ. لِلْخِنْصَرِ وَقْتٌ، وَلِلْبِنْصِرِ وَقْتٌ. وَلِلْوُسْطَى وَقْتٌ، وَلِلسَّبَّابَةِ وَقْتٌ. حَتَّى إِذَا مَا بَلَغْتَ الْإِبْهَامَ، زَالَ عَنْكَ الْإِبْهَامُ، لِيَنْتَهِيَ كَلَامٌ وَيَبْتَدِيَ كَلَامٌ. اهـ

حاشية: السلامى مسيرة قُبلتين للراجل، وقُبلة للممتطي صهوةَ عشقِه.

 
Posted by Muhammad | Permalink | 10 comments