Monday, November 11, 2013,02:42
كلامٌ قديم .. جديد
الحبّ أن تهبَ نفسَكَ – طوعًا - لآخرَ هو الجنة. آخرَ يهدمُ ما شادَهُ فيك جحيمُ سارترَ ذو الدفءِ الباردِ على مرِّ الأعوام. آخرَ ينتزعُك من ظلماتِ عدميّةِ الجامعةِ ويلقى بك فى رحمِ الإشراق.
الحبّ أن تتعلقَ بصدره لحظةَ البكاء والمكاشفة. أن تدفنَ الوجهَ فى برزخ النهدين فتختلط دمعاتُك بأنهار وديان الأمن. أن تداعبَ الشمسين الراقدتين فى وداعةٍ كطفلٍ يحتمى بأمه من قسوة الأيام. أن تتنهدَ ارتياحا وقد أرضعتْك سكينةَ الأحلام ممزوجةً بربتاتٍ مطَمْئِنَةٍ مطْمَئِنّة.
الحبّ أن تأتيَه عارياً كأنّما لفظتك الحياةُ لتوّك هيوليّا ينشدُ التشكّل. وإذ تتحاضنان (ما أجملَ الكلمة) يتقولبُ كلّ منكما بقالَبِ صاحبِه، فتصير أنت هو، وهوَ أنت، وما فى الـجُبّةِ سواه. أن تلتحفَه ويلتحفَك فينتفض جسداكما عنيفًا فى رقصةِ الاكتمال. أن تطأَه حِسّا حتى حوافِّ الروحِ، ويطأَكَ روحًا حتى حوافِّ الحسِّ، فتكتشفانِ التصوفَ مكسوّا بعرقِ الإبطين .. ويسرى ماءُ الحياة.