Monday, October 14, 2013,01:37
فى الحادية والثلاثين - السابعة
"لا أعرفُ كيف تم هذا التحولُ فى تلك الفترةِ الوجيزة!" كانت هذه الفكرةَ التى سيطرتْ علىّ عقبَ انتهاءِ المكالمة. أخذَتِ الذاكرةُ تنتقلُ بين الهنا والهناك؛ لتُمعنَ فى إيضاحِ الفارقِ المؤسى الذى لا أفهمه. تذكرتُها قبل شهورٍ قليلة، كان الشىءُ هناك، لكنه لم يكن قد تضخم بعدُ إلى هذا الحدِّ حتى ظهرَ على ما عداه. كان فيها من الروحِ القديمةِ ما يكفى لئلا تتوقعَ هذا الانقلابَ المفاجىء. وقبل سنوات، كانت صغيرةً ومرحة، لا تنتمى إلى العالم الذى ننتمى إليه: الكتاباتِ والقراءاتِ ومحاولةِ الرؤيةِ أوسعَ مما تطيقُ الأحداق، بل بدتْ كتلك النوعيةِ الوثّابةِ من البشر الذين يُبشِّرون بنجاحٍ عملىٍّ باهر، هؤلاء الذين يظهرون فى الإعلانات ببزّاتهم السوداء وياقاتهم البيضاء المُنشّاة؛ وهم وإن قادوا الحياةَ كما يقودُها كل أحد، إلا أنهم ينجحون فى الحفاظِ على قدرٍ من المرح، يكفى – دائما – لإضفاءِ النضارة. رغم ذلك، نمتْ بيننا صداقةٌ متينةٌ ومُنكشفة، من ذلك النوعِ الذى لا يتكررُ كثيرا؛ لأسباب. لعبْتُ فى هذه الصداقةِ دورَ العجوز، ولعِبَتْ دورَ الفراشة!

فجأةً، وفى شهورٍ معدودة، انقلب الحالُ من حالٍ إلى حال! أعرف أشياءَ عن سببِ التحول، لكنها لا تبدو لى كافيةً لتبريره. كانت الأشياءُ هناك لفترةٍ طويلة، ولم يجدّ ما جد! تراكمتِ التغيراتُ الكميّةُ – إذًا – فتحولتْ إلى تغيرٍ نوعىٍّ، كما يقول الماركسيون؟ ربما! المهمُ أن تغيرا لافتا قد حدث، وقد جعلها محبَطةً تماما.

قالت: قبل خمسِ سنوات، لم أكن أتوقع أننى بحلولِ الثانيةِ والعشرينَ سأشعر على هذا النحو؛ أشعرُ وكأننى وسطَ بِركةٍ من الخراء (قالتها بالإنجليزية)! بدا صوتُها مؤسيا إلى حدٍّ بالغ، ومُنهَكا إلى حدٍّ بالغ، وحين انتهتْ، سمعْتُ بعضَ النهنهات. كنتُ قد مررتُ بتجربةٍ مماثلةٍ قبل سنواتٍ بعيدة، لكنها لم تكن مدهشةً إلى هذا الحد؛ فما وُجد 'بالفعل' كان موجودا 'بالقوة' منذ البدء، ولم يكن عليه سوى أن يصيرَ من الإضمارِ إلى صريحِ الظهور؛ فى حالتها، لم أحدسْ بوجودِ مثلِ هاتيك الكوامن، بل – ربما – بدتْ لى كـ ضدِّ ذلك على طولِ الخط. التعقيد فى مقابلِ البساطة، أو بعبارةِ وليم بليك: التجريب فى مقابلِ البراءة!

ماذا إذًا؟ الغازُ الذى بالداخلِ دائمُ الضغطِ على جدارِ البالون؟ وباستمرارِ الضغطِ، يرقّ سُمكُ البشرةِ، حتى لا تعودَ تطيق .. فتنفجر؟!

تحدثُ فى هذا العالم أشياءُ غريبة، أو إنه – فى ذاتِه – غريب!
 
Posted by Muhammad | Permalink |


6 Comments:


  • At Monday, October 14, 2013, Blogger سوبيا

    كلهن منيلين بنيلة كدا؟؟
    عالم غريب فعلا!!

     
  • At Wednesday, October 16, 2013, Blogger Muhammad

    ايوة. هو صنف يجيب الهم اصلا :P :D

     
  • At Wednesday, October 16, 2013, Blogger shaimaa samir

    قبل خمسِ سنوات، لم أكن أتوقع أننى بحلولِ الثانيةِ والعشرينَ سأشعر على هذا النحو؛

    أعتقد كل البني ادمين قبل 5 سنين من سن ال 21 كمان كانوا اكثر نضارة وحيوية وحب وامل ومعاني لطيفة تكلمني عن بعد ال 21 " لطيف انها قالتها بالانجليزي" :)

    عيدك جميل

     
  • At Wednesday, October 16, 2013, Blogger سوبيا

    أعتقد انك كدا جبته لنفسك ::)))


    كل سنة وانت طيب يا حاج محما

     
  • At Saturday, October 19, 2013, Blogger Muhammad

    شيماء

    على كده يبقى كل البنى آدمين بيُستهلكوا بدرى بدرى : )

    كل سنة وانتى طيبة

     
  • At Saturday, October 19, 2013, Blogger Muhammad

    ايمان

    اتفضّاااااااااااااااااال :D

    وجبت ايه لنفسى يا عم بس! هو الواحد ميعرفش يهزر معاكم شوية؟ :D :$

     

Post a Comment

~ back home