Wednesday, October 09, 2013,19:35
المُكاتبات - العشرون

لقد كان يومًا رائعا، يومًا رائعًا بحق، وكنتُ سعيدًا جدا. نعم يا رفيقةَ التمشياتِ الطويلة، صار عندى الآن مسوّغٌ للحديثِ عن السعادة، ولو ليومٍ واحد!

لو أننا لم نلتقِ قبله، ولا عدنا نلتقى بعده، فكنا كغريبينِ التقيا بلا موعد، (وعلى موعد)، هكذا، حطّا من الفضاءاتِ المتباعدة، وتصافحا، كأنهما على متنِ قطار، كالفتاةِ والفتى فى الفيلم الذى نحبه، كغريبى امرىءِ القيس: "أجارتـَنا إنا غريبانِ هاهُنا/وكلّ غريبٍ للغريبِ نسيبُ"؛ لو أن الأمرَ كان كذلك، لظلّ هذا اليومُ مما ينطبقُ فيه قولُ درويش: "على هذه الأرضِ ما يستحقُ الحياة".

كان يومًا مما يحنّ له المرءُ فى مغيبِ العمر، فيدمعُ – غبطةً – لتذكّرِه، يقولُ فى نفسِه: "لقد عرفتُ شيئًا من الفرح، ونفَذْتُ – ببعضِ التجاربِ – إلى مماسّةِ لحمِ الحياة". ربما لا يحدثُ ذلك كثيرا، لكنى أشعرُ بامتنانٍ بالغ؛ لحدوثِه من آنٍ لآن، وإن بعُدَ الفارقُ – كثيرًا – من الآنِ إلى الآن.

شكرًا يا ذاتَ الطربوشِ الأحمر!



حاشية: اتضح لى – بالتجربةِ المعاشة – أن حضورَ الغريبِ فارقٌ جدا يا إيمانَ الإهابات!
 
Posted by Muhammad | Permalink |


4 Comments:


Post a Comment

~ back home