Sunday, November 24, 2013,01:12
المُكاتبات - الثانية والعشرون
هكذا، ذاتَ فجأةٍ، وبلا تقدمات، كالواردِ يهجمُ على مريدِ المتصوفةِ، فيغيره من حالٍ إلى حال، ويشيله من هنا؛ ليحطه هناك، هكذا دهمته عبلة!

كان المشهدُ مهيبا بحق، وملحميا بحق: "الرماحُ نواهلٌ" و "بيضُ الهندِ تقطرُ من دمى"، سنابكُ، ومثارُ نقعٍ، وتطاعنٌ، وقرقعات، أجواءٌ لا يوحى أيّها بقريبِ الحضورِ أو حضورِ القريب. لكنها – كالحقيقةِ – برقتْ سنا خاطفا، ما لبث – فى زعمى – أن زال.

كان الواردُ قويا، وكان المريدُ متهيئا بالكُلِّيةِ بعد طولِ مجاهدةٍ لبلوغِ الاتحاد، فانتقل به – آنيا – إلى حالٍ أشبهتِ الفناءَ. أوشك عنترة على الذهولِ عن الحربِ الدائرةِ ونفسِه، راح فى غيابٍ ليس كالغياب، إذ تجلى ثغرُ عبلة فى لمعانِ السيوف، فهَمّ باعتناقِ ما تجلى، غير أن الواردَ لا يطول؛ خاطفٌ فى الحضور، خاطفٌ فى الأفول.

ولقـد ذكرتُكِ والـرمـاحُ نواهـلٌ     منى وبيضُ الهندِ تقطرُ من دمى
فوددتُ تقبيلَ السيوفِ لأنها     لـمعـــتْ كبــــارقِ ثغــرِكِ المتبســمِ
 
Posted by Muhammad | Permalink |