Monday, August 05, 2024,05:27
عقد
كتابُ الله وما صح من سنة نبيه هما مصدر التلقي، وفهمُ سلفِ الأمة لهما مُقدَّمٌ على فهم كل من عداهم، ولا التفاتَ لتقريرات المتكلمين.
١. وأؤمن أن "لا إله إلا الله"، ومعناها ألا معبود بحقٍّ إلا الله، وإنما قيل "بحقٍّ" لأن ثمة ما يُعبد في الأرض غيره، لكن ليس يُعبَد بحقٍّ إلا هو، تعالى عن الشريك والندِّ والمثيل والـمُنازع والصاحبة والولد، والإله هو المألوه (زنة مفعول)، أي المعبود، الذي تألهه القلوب محبة وتعظيمًا. قال تعالى "فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ". أؤمن به ربًّا يخلق ويرزق ويدبر الأمر ويميت ويحيي (فهذا توحيده من جهة ربوبيته)، وأؤمن به إلهًا أُفرده وحده بكل أشكال العبادة، ومنها الدعاء والنذر والذبح وسؤال الحاجات (وهذا توحيده من جهة ألوهيته)، وأؤمن بكل أسمائه الحسنى وصفاته العلى (وهذا توحيده من جهة أسمائه وصفاته)، فأثبتُ له كل ما أثبته لنفسه أو أثبته له نبيه من غير تكييف ولا تمثيل ولا تأويل ولا تحريف ولا تعطيل، وأنفي عنه ما نفاه عن نفسه أو نفاه عنه نبيه، وأنزهه عن كل نقص دقَّ أو كبر؛ فربي – تبارك وتقدس – كامل من كل وجه.
٢. وأؤمن أن محمدًا عبده ورسوله وخاتم أنبيائه، بعثه الله ليخرج به الناس من الظلمات إلى النور، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة. قال تعالى "مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ". وأؤمن أن الله أرسله للناس كافة، فليس لعربيٍّ ولا أعجميٍّ بعد بعثته أن ينأى بنفسه عنه وليس يسوغ له ألا يتبعه. قال تعالى "وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ۚ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي ۖ قَالُوا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ". فكل من أدرك بعثته صلى الله عليه وسلم ثم لم يؤمن به لم ينفعه إيمانه وإن آمن بكل رسل الله قبله. قال تعالى "لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ". ولو أنه آمن أنه رسول الله لكنه أرسله إلى العرب خاصةً فلم يتبعه، لم ينفعه إيمانه قدر خردلة. قال تعالى "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ"، وقال "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ"، وقال "وَأُوحِىَ إِلَىَّ هَٰذَا ٱلْقُرْءَانُ لِأُنذِرَكُم بِهِۦ وَمَنۢ بَلَغَ".
٣. وأؤمن أن الإسلام دين الله الحق الذي لا يقبل غيره. قال تعالى "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ"، وقال "وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ"، وقال "لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ"، فلا يسوغ لمسلم أن يعتقد عدم كفر من كان على غير هذه الملة ولا أن يشك في ذلك أو يتوقف فيه أو أن يزعم صحة مذهبه، بل هو مما عُلم بالاضطرار من دين الإسلام، وأجمعت عليه الأمة سلفًا وخلفًا. قال ابن حزم حاكيًا الإجماع – (والأمة لا تجتمع على ضلالة) – قال: "واتفقوا على تسمية اليهود والنصارى كفارًا". ونقل القاضي عياض: "الإجماع على كفر من لم يكفر أحدا من النصارى واليهود، وكل من فارق دين المسلمين، أو وقف في تكفيرهم، أو شك".
٤. وأؤمن أن الله ربي في السماء مستوٍ على عرشه كما أخبر. قال تعالى "الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى"، وقال "إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ" وقال "يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ"، وقال "أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ"، وقال "يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ"، وقال صلى الله عليه وسلم "ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء؟"، وقال "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"، وكانت أمنا زينب بنت جحش تفخر على أزواج النبي تقول "زوجكن أهلوكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات"، تعنى بذلك قوله تعالى "فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا". ومعنى أنه تعالى "في السماء" أنه "على السماء"، نحو قوله تعالى "قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ"، وقوله حاكيًا عن فرعون "وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ"، فالسير والصلب إنما يكونان على الأرض وعلى جذوع النخل لا فيهما بمعنى داخلهما.
٥. وأؤمن أن القرآن كلام الله غير مخلوق، تكلم به فسمعه منه جبرائيل، وسمعه محمد من جبرائيل، وأنه – كما قال ابن قدامة –: "من كلام الله سبحانه القرآن العظيم، وهو كتاب الله المبين، وحبله المتين، وصراطه المستقيم، وتنزيل رب العالمين، نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين بلسان عربي مبين، منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، وهو سور محكمات، وآيات بينات، وحروف وكلمات... متلو بالألسنة، محفوظ في الصدور، مسموع بالآذان، مكتوب في المصاحف". وأؤمن أن الله أنزله هدى ونورًا وشفاءً لما في الصدور، وأنني – ككل مسلم – مخاطبٌ به، وأنه حجة الله البالغة على خلقه، مسلمهم وغير مسلمهم، قال تعالى "لِأُنذِرَكُم بِهِۦ وَمَنۢ بَلَغَ".
٦. وأؤمن بملائكة الله وكتبه ورسله، وبأن عيسى ابن مريم عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، وبأنه لا يكون في كون الله شيءٌ على غير مراد الله ولا شيءٌ لم يُرده، وأن الله خالق العباد وخالق أفعالهم، قال تعالى "وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ"، وأنه – كما صح من رواية مسلم والترمذي – "كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة".
٧. وأؤمن أن الله يُرى يوم القيامة، قال تعالى "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ"، وقال صلى الله عليه وسلم – كما روى البخاري – "إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر"، وهذا تشبيه للرؤية بالرؤية، وليس تشبيهًا للمَرْئِي بالمَرْئِي؛ إذ "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ".
٨. وأؤمن أن الموت حق وأن سؤال القبر حق ونعيمه حق وعذابه حق وأن البعث حق وأن النشور حق وأن الحشر حق وأن الجنة حق وأن النار حق، وأنهما موجودتان الآن وأنهما لا تفنيان، وأن الصراط حق وأن الميزان حق وأن الحوض حق وأن الشفاعة حق وأن الله يكلم عباده يوم القيامة ليس بينهم وبينه ترجمان.
٩. ولا أكفر أحدًا من أهل القبلة بذنبٍ أذنبه أو بكبيرةٍ ارتكبها ما لم يستحلّ، بل أرجو له ولنفسي الهداية والرشاد، ولَنجاةُ المسرف على نفسه أحبُّ إليَّ من هلاكه، والله يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، بل لواسع فضله وكرمه تعالى قال "إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ"، ورغّب عباده في الإنابة إليه فقال "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا". وأما من مات مصرًا على كبيرته غير تائب منها، فهو تحت المشيئة، إن شاء الله غفر له وإن شاء عذبه. قال تعالى "إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ"، وفي حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بايعوني على ألا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوني في معروف، فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله فهو إلى الله إن شاء عاقبه وإن شاء غفر له". وأصلي على من مات من أهل القبلة موحدًا وأستغفر له ولا أقطع لمعين بجنة ولا بنار إلا بنص.
١٠. وأحِبُّ الصحابة – كلَّ الصحابة – وأتولاهم وأترضى عليهم، لا أستثني منهم أحدًا، وكلهم عدول من أعرفه منهم ومن لا أعرفه، وأكفُّ عما شجر بينهم وأعتذر لهم، وأؤمن أن عليًّا ومن معه كانوا أقرب إلى الحق من معاوية ومن معه. قال صلى الله عليه وسلم: "تفترق أمتي فرقتين فتمرق بينهما مارقة فيقتلها أولى الطائفتين بالحق". وقد وقع الأمر كما أخبر نبينا؛ فخرجت الخوارج وكفروا عليًّا ومعسكره ومعاوية ومعسكره، فقاتلهم عليٌّ رضي الله عنه. وفي الحديث أن كلا الطائفتين المقتتلتين على حق، لكنّ عليًّا أقرب إلى الحق من معاوية، فبيْن مجتهدٍ مصيب ومجتهد مخطئ. ومعاوية رضي الله عنه كاتب وحي رسول الله وخال المؤمنين وخير ملوك الإسلام، وكان رضي الله عنه عادلًا حليمًا يحبه رعيته ويحبهم. قال قبيصة بن جابر: "ما رأيت أحدًا أعظم حلمًا، ولا أكثر سؤددًا، ولا أبعد أناةً، ولا ألين مخرجًا، ولا أرحب باعًا بالمعروف من معاوية". وقال ابن عمر رضي الله عنهما: "ما رأيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسود من معاوية، فقيل له: ولا أبو بكر ولا عمر؟ قال: كان أبو بكر وعمر خيرًا منه، وما رأيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسود من معاوية". وسُئل عبد الله بن المبارك: أيهما أفضل: معاوية بن أبي سفيان أم عمر بن عبد العزيز؟ فقال: "والله إنَّ الغبار الذي دخل في أنف معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عُمر بألف مرَّة، صلَّى معاوية خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: سمع الله لمن حمده. فقال معاوية: ربنا ولك الحمد. فما بعد هذا؟". وإنما أطنبتُ في معاوية لكثرة الزنادقة الخائضين فيه، لا تعصبًا له على علي؛ إذ فضيلة عليٍّ ظاهرة معروفة، وهو عند أهل السنة خيرٌ ممن هو خيرٌ من معاوية، لا نزاع في ذلك ولا خلاف. وأفضل صحابة نبينا أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم عليّ. قال تعالى "وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" وقال تعالى "لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ" وقال تعالى "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ" وقال تعالى "هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ" وقال تعالى "الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ" وقال تعالى "وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوٓاْ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ" وقال تعالى "لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ" وقال تعالى "وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" وقال تعالى "لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ" وقال تعالى "مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا". فأي سبيلٍ إلى الطعن فيمن زكاهم الله!
١١. وأعتقد أن الإيمان قول وعمل: قول اللسان وقول القلب وعمل القلب وعمل الجوارح، أو هو قولٌ باللسان واعتقادٌ بالجنان وعملٌ بالجوارح والأركان. يزيد وينقص. يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. قال الشافعي رحمه الله: "وكان الإجماع من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ومَن أدركناهم يقولون: الإيمان قول وعمل ونية، لا يجزئ واحد من الثلاث إلا بالآخر".
١٢. والسمع والطاعة لولاة الأمور في المعروف والصلاة خلفهم والغزو معهم، برهم وفاجرهم، "إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم فيه من الله برهان".
١٣. وأعتقد تحريم المتعة – متعة النساء – ومشروعية المسح على الخفين في السفر والحضر.
١٤. وأؤمن أن نبينا قد أُسري به إلى بيت المقدس ثم عُرج به إلى السماء.
١٥. وأقر أن الله اتخذ إبراهيم خليلًا وكلم موسى تكليمًا.
١٦. وأعقد القلب على أنه تعالى لا يظلم مثقال ذرة.
١٧. والرسالة اصطفاء من الله واجتباء يختص به من يشاء من خلقه، ورسل الله وأنبياؤه أفضل الخلق وأزكاهم وأطهرهم، وأفضلهم أولو العزم.
١٨. وأؤمن بخروج الدجال ونزول عيسى صلى الله عليه وسلم فيقتله وبطلوع الشمس من مغربها وبكل ما ثبت وصح من أشراط الساعة.
١٩. وخير القرون القرن الذي بُعث فيه النبي صلوات الله وسلامه عليه ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله ورضي عنه: "فارضَ لنفسك ما رضي به القوم لأنفسهم؛ فإنهم على علم وقفوا، وببصر نافذ كَفُّوا، ولهم على كشف الأمور كانوا أقوى، وبفضل ما كانوا فيه أولى".
٢٠. والأمر كما قال إمامنا أحمد بن حنبل رحمه الله ورضي عنه: "وليس في السنة قياس ولا تُضرَب لها الأمثال ولا تُدرَك بالعقول ولا الأهواء، إنما هو الاتباع وترك الهوى".
٢١. وأبرأ من كل دين خالف دين الإسلام، ومن كل مذاهب أهل الأهواء والبدع بقدر مخالفتها لما كان عليه الأمر الأول، من خوارج ومعتزلة وجهمية ورافضة ومرجئة ووحدوية وحلولية واتحادية وقدرية وجبرية وباطنية وصوفية وأشعرية وماتريدية وسائر من لم يكونوا على ما كان عليه السلف.
Post a Comment