Thursday, June 06, 2013,16:45
المُكاتبات - السابعة
مفتتح: دخلتِ قلبى، والملوكُ إذا دخلوا قريةً أفسدوها.

ورثْتُ عن الفَرَاشِ شيئينِ ليس بينهما كرنفاليةُ الألوانِ وبهجتُها: ضعفَ الأجنحةِ، وحُبّ النور.
ولما أتيتُكِ ما كنتُ أعرفُ أنك ناريّةٌ إلى هذا الحد، وأنك تتجلّينَ فى البرتقالىِّ والأحمرِ والأصفرِ والأزرقِ والأخضر. توهجْتِ كما توهجْتِ، وانجذبْتُ مثلما انجذبْتُ. ومن يومها وأنا أحومُ حولكِ فى دائرةٍ ليس منها فكاك؛ فلا استطعْتُ الإفلاتَ بسببِ طبيعتى المجبولةِ على حبِّ النور، ولا استطعْتُ الاحتراقَ بكِ – اتحادًا ففناءً – بسببِ الفيافى والبحور.

جئتُهم بالرؤيا فى يمينى، وبالدراهمِ المعدودةِ فى يَسارى، فقالوا: إن اليمينَ لفى الخُسْرِ، أما اليَسارُ ففى العُسْرِ، وهذا ثمنٌ بخس. قلتُ: وتُلقونها فى غيابةِ الجُبِّ؛ لأنهم ما جعلونى على خزائنِ الأرض؟! قالوا: وننتظرُ حتى تمرّ بعضُ السيارةِ فيرسلوا واردَهم.

ما كنتُ فيكِ من الزاهدينَ، فبكيْتُ. ما ابيضّتْ عيناى حزنًا غيرَ أنّى بكيْتُ. ورحلْتُ. وما أفتأُ أذكرُكِ وأجدُ ريحَكِ حتى قالوا أكون حرضًا أو أكون من الهالكين.

ولما عدتُ فسألتُ، قالوا: أكلها الذئبُ إذ ذهبنا نستبقُ وتركناها عند متاعِنا، وما أكلَكِ غيرُ ذئبِ الوحدة.

والآن – يا صديقتى – نُمنِّى أنفسَنا بالسبعِ السمانِ، ولسْتُ أَراهُنّ إلا السبعَ العجافَ، فاللهُ المستعانُ على ما أجدُ فى انتظارِ القميصِ، وصبرٌ جميل.
 
Posted by Muhammad | Permalink |


6 Comments:


Post a Comment

~ back home