Tuesday, June 04, 2013,04:06
فقد
وجودو الذى ننتظره قد يجىء، لكنه أبدا لا يأتى فى موعده؛ من عادته أن يبكر قليلا، أو أن يتأخر كثيرا، وفى كلتا الحالين لا نكون مهيئين لاستقباله. هذا الذى ترقبناه طويلا يصبح فائضا عن الحاجة وزائدا وموجعا؛ فقط لفروق التوقيت.

لولا الوقت ما كان حزن. الزمن صيرورة، والصيرورة فقْدٌ دائم. لو توقف الزمن، وكنا فى سكون مميت، لما تكسّرت قلوبنا على هذا النحو.

تتكسّر قلوبنا لأنها دائمة التعلق بما يزول، وفى كل مرة يزول ما يزول تزول معه قطعة من قلوبنا. الصيرورة تصير، والزوال يستمر، وقلوبنا فى الفقد. الانكسار قدَرٌ ما ارتبطنا بالزوال، والزوال قدَرُ كلِّ ما/من يزول.

ما كان لجودو أن يأتى فى موعده كل مرة؛ إذًا لاختفى الألم من الملكوت. ليس كل ألم رغم ذلك؛ فالموت رابض هناك.

رغم الموت الرابض هناك/هنا، ما كان لجودو أن يأتى فى موعده كل مرة؛ ما وُعدنا هذا نحن ولا آباؤنا الأولون.

نموت فى النهاية حين لا يعود لدينا ما نفقده، حين نفقد قلوبنا بتمامها للفقد. وحين يأتينا الموت، لا يجد لدينا ما يميته. نحن لا نلقى الموت فى النهاية، بل نلقاه مبكرا جدا. الحياة موت مستمر، وما نسميه "موتنا" ليس إلا توقفنا عن أن نموت.
 
Posted by Muhammad | Permalink |


11 Comments:


  • At Tuesday, June 04, 2013, Blogger Radwa

    This comment has been removed by the author.

     
  • At Tuesday, June 04, 2013, Blogger Radwa

    تعلم أنك كلما منحت أحدهم قطعة من قلبك بحب سيتضاعف .. حتى و إن لم يُقَدر!

     
  • At Tuesday, June 04, 2013, Blogger نهى جمال

    حبيبك صلاح عبد الصبور قالك: حين أتاني الموت، لم يجد لديّ ما يميته، ودرويش قال : فإن الموت يعشق فجأة، والشناوي قال: شبح يمر . . ومانراه ونظل نفزع من لقاه !

    متهيئلي لو ضمنا أننا نمتلك ما بعد الموت لفعلناها، ورغم إن الشناوي قال برضون: "ويا قلب علام تفرح بالحياةوأنت من صرعى الحياة" بس أنا مع تعليق رضوى، بس محتاجين بنزين 92

    البوست بعد جرعة رمادية للفقد .. زعلني مش عارف ليه، ويمكن لأني بسمع معاها أغنية سرسب
    المهم انه زعلني وخلاص :)

     
  • At Tuesday, June 04, 2013, Blogger Muhammad

    رضوى

    إذن يتضاعفَ فيتضخمَ فينفجر، وكلُّ مرةٍ من مراتِ الانفجارِ تُحدثُ من الأثر ما تحدثُه المرةُ من مراتِ الفقد. النتيجة واحدة يا صديقتى

     
  • At Tuesday, June 04, 2013, Blogger Muhammad

    نهى

    وماذا عن أزمةِ البنزين؟

    سبب الزعل يا صديقتى انه ساب على جبينك اثر خطوته
    لكن من يدرى، ربما بعد شمس العصر ييجى الاصيل!

     
  • At Tuesday, June 04, 2013, Blogger Radwa

    لا بقى
    يتضاعف فيتضخم فيتسع لمزيد من الحب
    :)

     
  • At Tuesday, June 04, 2013, Blogger shaimaa samir

    الغد الموقوت
    في بطون العصافير التي
    تُرشق بالبنادق
    يتفجر كل لحظة
    بدهشة جديدة
    والنتائج دوما واحدة
    فقد
    وفقد
    وفقد

    كان هذا مقطع من قصيدة كتبتها فى 2009 لديوان لم يطبع بعد
    لا تدرى وقع كلمة"فقد" وما تفعله بنفسى
    يتمحور حولها كل المعانى الحزينة
    هى الاصل كشمس موهجة

    محمد القلوب التى تعطى كثيرا.. تنسى
    انا مع رضوى ايضا
    سيتسع لمزيدا من الحب

    دمت بخير

     
  • At Tuesday, June 04, 2013, Blogger Muhammad

    رضوى

    ما دام الحَبر الأعظم رضوى والحبر الأعظم شيماء قد اتفقا فى المسألة فيكون الإجماع قد انعقد بما لا يدع مجالا للطغام من أمثالى أن يقولوا برأى مخالف :D

    إذًا فليتسع يا ست الكل فليتسع :)

     
  • At Tuesday, June 04, 2013, Blogger Muhammad

    شيماء

    يعنى إن لم نسمع هذه المقولة "القلوب التى تعطى كثيرا تنسى" إن لم نسمعها من شيماء، فممن إذًا؟ :)
    انتى مع رضوى وهتسيبونى لوحدى؟ لأ خلاص انا راشق معاكم وامرى لله

    بالمناسبة يا شيماء. أعرف ان لك ديوانا منشورا. أين أجده؟

    وتشكرات أفندم

     
  • At Tuesday, June 04, 2013, Blogger shaimaa samir

    لا يا محمد تجيب ايه حرام عليك
    ده انا بعد ما قريتلك تراجعت عن فكرة النشر تانى دى تماما
    وبعدين كنت طفلة 21 سنة يعنى كلام فى الكلام
    :)
    هى دار النشر مش كويسة ومش بلاقيه وناس كتير سالو اصلا ومش لقوه حتى قى اول الاصدار عادى لو تحب ابعتهولك ممكن ادور عليه وابعتهولك بس هيبقى وورد ولو عايزنى ابعتلك اللى ما اطبعش التانى عادى ولو التالت اللى بجهز فيه معاكم عادى برضو :):):
    بص عشان ابقى صادقة برضو لانى اتهورت شوية هى اللى بتعطى بتعوض شىء من حاجات وكلاكيع وكدة مش بتنسى اوى يعنى بتتناسى احم ومتمسكش فيها يا محمد بقا

     
  • At Wednesday, June 05, 2013, Blogger Muhammad

    اه من تواضع العلماء اه :D
    يا شيماء انا لم أقرأ قصيدة النثر بهذه الكثافة الا على ايديكى، فبلاش هرى فاضى بقى متعصبوناش. الله :P

    دوس يا معلم وابعت الهارد كله. ده شرف لينا. وان كنت كنت افضّل كتاب ورقى، لكن خللينا فى المتاح

    اما الجزئية الاخيرة فما دام فيها "احم" فخلاص هعمل نفسى مش شايف. قشطات كده؟ :D

    دايما مآنسانا ومنورانا والله يا شيماء هانم :)





     

Post a Comment

~ back home