Wednesday, May 22, 2013,22:35
موقف الصّلْب
أوقفنى فى الصلب، وقال لى: لا تبحث عن مصلوبة مثلِك، وابحث عن فقيرة مثلِك. المصلوبة تحتمل الصليب، لكنها لا تحتمل الفقر. والفقيرة تحتمل الفقر، ولستَ تحتاجها على الصليب.
وقال لى: الصلب لا يكون إلا فى الوحدة.
وقال لى: لا ترتفعْ من حيث يلزمك الخفض، كما لا تنخفضُ من حيث يلزمك الارتفاع.
وقال لى: خدعوك إذ وضعوك على أول هذا الطريق؛ فليس لهذا الطريق منتهىً فى التحقق.
وقال لى: التحقق غاية لا تُدرك، والصليب جربٌ ليس يُترك.
وقال لى: لن تتآلف والمصلوبات، وإلا نفضَكَ صليبُك، وخرجتَ من الصلب؛ ولستَ بخارج.
وقال لى: لا تجزع من الصلب، فليس يُصلب إلا آدمىّ.
وقال لى: كلما ازددتَ انصلابا فى الصلب، ازددتَ رسوخا فى الآدمية.
وقال لى: صليبك منغرس بكتفيك، فالزمْه؛ وإلا سقطتَ فى الما بين، فلا بالشام حللت، ولا باليمن حططت.
وقال لى: الصلب وعاء المعرفة.
وقال لى: لا تتطلع إلى السِّوى، وشبيهاتُك السِّوى.
وقال لى: اعرف قدرك، ولا تجاوز حدك.
وقال لى: من جاوز الحد أغمه ما وراء الحد، وليس لغمِّ ما وراء الحدِّ حد.
وقال لى: من جاوز الحد أغمه ما وراء الحد، وليس يحصل له المطلوب.
وقال لى: مطلوبك صعبةٌ مراقيه، ولستَ ببالغِه؛ فلا تُفرِّقْ ما حقه الجمع، ولا تناطح فى جمع ما حقه التفرق.
وقال لى: لا تفرِّق ما حقه الجمع؛ فلستَ تدرى حتّامَ يستمر السفر.
وقال لى: لا تناطح فى الانخلاع من الصلب، وناطح فى الانخلاع من الطلب.
وقال لى: الانخلاع من الطلب انخلاع من الصلب.
وقال لى: من كان على الصليب ينشغل بالبكاء عن الطلب.
وقال لى: من كان على الصليب ينشغل بالبكاء عن الطلب، ولا ينشغل عن الانخلاع من الطلب.
وقال لى: من انخلع من الطلب، خرج فى طلب نفسه.
وقال لى: من خرج فى طلب نفسه، وقف فى الصلب من وجهٍ آخر.
وقال لى: الواقف فى الصلب من وجهٍ آخرَ موشكٌ على التحصيل.
وقال لى: من بلغ مرتبة التحصيل فقد بلغ، وخرج من الصلب البتة.
وقال لى: خيرُ معرفة النفس ما كان فى التألم.
وقال لى: التألم مطهرُك، ولستَ تدخل ملكوت السماوات حتى تطهر.
وقال لى: القلب معدنه الذهب، والذهب بالنار يصفو من الخبَث.
وقال لى: لا يدخل الجنة إلا من انغمس فى النار طوعا.
وقال لى: طريقنا هذا على حرفين: "لكيلا تأسَوا على ما فاتكم، ولا تفرحوا بما آتاكم".
وقال لى: ذو العقل يشقى، والشقاء قيامٌ بحق الآدمية.
وقال لى: من لم يشقَ لم يذق، ومن لم يذق لم يعرف، ومن لم يعرف كان فى الأموات وإن تحرك.
وقال لى: لا تنخلع من الشوكة التى فى اللحم.
وقال لى: لو غالبك وجدُك، فانغلب له، وابك – إن شئت – على اثنين: نفسِك ومن أحببْتَ.
 
Posted by Muhammad | Permalink |


4 Comments:


Post a Comment

~ back home