Monday, April 22, 2013,01:21
نثر .. ندب .. شعر
نَثْر:

وأمى غافلتنى – وأنا مطمئنٌ لها – فأرضعتنى الحزنَ فى الحليبِ، حتى استعاضَتْ به عظامى عن الكالسيوم، ودبّتْ فى القلبِ الهشاشة. لماذا لم تدسِّى الفرحَ – يا أمُّ – خلسةً – فى كوافيلى المبللةِ؛ لأنتقعَ فيه بردفىّ حتى أصحوَ باكيا من تقرحاتِ البهجة؟

نَدْب:

وردفاى مبلولان بأسىً وجودىٍّ لا يستطيعان إفلاتا من شَرَكِ ملابسى الداخليةِ، وملابسى الداخليةُ مُلغزةٌ حدّ انعصارِ الروح، تَسْمُكُ حينًا، وحينًا تشفُّ حتى تكاد تبين.

شِعْر:

(1)

ثلاثونَ عامًا وما زلتُ أحبو، ولم أفهمِ المسألة
ثلاثونَ عامًا أفتشُ فى القلبِ .. فى الكُتْبِ .. فى الناسِ ..
أوغلُ فى البرِّ والبحرِ ..
أصعدُ فى الجوِّ ..
ثم أشقُّ الطريقَ إلى باطنِ الأرضِ ..
نقَّبتُ فى الشعرِ والجبرِ والفلسفاتِ ..
لبستُ المسوحَ ..
تعلمتُ رصدَ الكواكبِ ..
حاربتُ حتى انتصرتُ وحتى انهزمتُ ..
وضاجعتُ ألفًا سكبتُ عليهنّ خمرَ السؤالِ ..
لعلى ألاقى الإجابةَ فى العرقِ المتفصدِ ..
أعلو كموجةِ بحرٍ لأهمدَ ..
أعلو كموجةِ بحرٍ لأهمدَ ..
فى دورةٍ مؤلمة
وما زلتُ أحبو ولم أفهمِ المسألة
ثلاثونَ عامًا بلغتُ من العلمِ ما يفضحُ الآنَ جهلىَ ..
صادفتُ بعضَ الإجاباتِ لكنّ روحىَ لم تطمئنّ ..
فكلُّ جوابٍ يثيرُ المزيدَ من الأسئلة

(2)

أنا ابنكَ يا أيها الكونُ عنكَ ورثتُ الحياةَ وحبّ الحياةِ ..
فكيف تقابلُ وجهى بأبوابكَ المقفلة
أنا ابنكَ يا أيها الكونُ فى أولِ الطيشِ قلتَ "تهيمُ ثلاثينَ عامًا ..
تصاحبُ وحشَ الفلاةِ ..
وتأكلُ من حصرمِ الوقتِ ..
ثم تعودُ وقد أنضجتكَ التجاربُ بالحكمةِ المثقلة"
أنا الآنَ أجثو أمامكَ والقلبُ يبكى التشردَ فى الأرضِ والوقتِ ..
قلتَ "تهيمُ ثلاثينَ عامًا" فهِمْتُ ..
وقلتَ "تصاحبُ وحشَ الفلاةِ" فصاحبتُ ..
قلتَ "وتأكلُ من حصرمِ الوقتِ" حتى شبعتُ ..
ولما رجعتُ وجدتُ التجاربَ قد أتخمتنىَ بالعجزِ ..
ما زلتُ طفلًا يبعثرُ أشياءَهُ ..
ويجاهدُ كى يفهمَ الأبجديةَ ..
أين علاقتُنا الأبويةُ يا كونُ أين علاقتُنا الأبويةُ ..
كيف استبحتَ السؤالَ ..
وكيف كتمتَ الإجابةَ عن هذهِ المعضلة
أنا الآنَ يا كونُ فى اللحظةِ الفاصلة
أنا الآنَ فى اللحظةِ الفاصلة
 
Posted by Muhammad | Permalink |


10 Comments:


  • At Monday, April 22, 2013, Blogger Sabrin Mahran

    نحنُ والكونُ ملقى بنا في فراغِ ما
    من قال أنك ابن الكون!؟

    "وجدت التجارب قد أتخمتني بالعجز"
    ربما لا نسأل لنعرف.. -فقط- بل لسد فراغِ اللاجدوى، وضيق العبارة والرؤية معا.

    الحياة -كلها ربما- محض محاولاتٍ بائسةٍ لتفادي الملل.. ولسكبِ الوقتِ ماءً على نارِ انتظار مروره خفيفا على القلب!

    ربما.. فقط ربما!

     
  • At Monday, April 22, 2013, Blogger Muhammad

    لو كان الإيمان فى شقه الأكبر ليس سوى وثبة كما يقترح كيركجورد (وهذا يحتاج إلى نظر)، فيمكنك أن تقولى إننى اخترت القيام بهذه الوثبة. اخترت الإيمان بوجود علاقة أبوة/بنوة .. اخترت الإيمان بوجود الإجابة والمعنى .. اخترت الإيمان بإمكان الرؤية، ومهما استتر الكون واستغلق، فسأظل فى استنطاقه. ربما مشكلة فاوست الذى فى القصيدة ليست سوى البحث عن الإجابة فى غير الطريق الصحيح. اخترت الإيمان - أيضا - بوجود طريق صحيح

    أما الشعور الذى يتملكنى إزاء العالم فليس الفراغ والخواء، بل الأسى، والأسى - كما يتبدى لى - هو الوجه الآخر للـ "غبطة" التى تُحدثها "الرؤية" .. هذا التماهى بين شعورى إزاء العالم وشعورى إزاء الرؤية الإيمانية مما يعزز - لدىّ - مقولة الإيمان

    دائما ما أقع معكِ فى فخ قصور العبارة!

     
  • At Monday, April 22, 2013, Blogger Lobna Ahmed Nour

    حلوة.. لاسيما التقسيمة :)

     
  • At Monday, April 22, 2013, Anonymous سعدية

    ودبّتْ فى القلبِ الهشاشة
    :)

     
  • At Monday, April 22, 2013, Blogger Muhammad

    لبنى

    أنتِ أحلى

     
  • At Monday, April 22, 2013, Blogger Muhammad

    سعدية

    yep :)

     
  • At Monday, April 22, 2013, Blogger shaimaa samir

    يقينا
    انت لا تبحث عن إجابات او ابجديات

    انت تبحث عن "الحكمة"

    وسيظل الكون
    بما يحويه من طبيعة ملهمة "لمن يرى"
    لغز نحاول فكه
    ونبدأ كل يوم من نقطة جديدة

     
  • At Tuesday, April 23, 2013, Blogger Muhammad

    شيماء

    ("طبيعة ملهمة "لمن يرى)

    لن تعرفى إلى أى حد سعدت بهذا التعليق الكاشف

    جعلكِ الله (وإياى) مصباحا على طريق الهداية

     
  • At Tuesday, April 23, 2013, Blogger نهى جمال

    " صحراء العقل المُلتهبة "
    كما وصفها كازنتزاكس وكما أضاف : " في داخلي تصطخب كل قوى الكون "

    نثر الأمومة ثم ندب الذات ثم شعر التساؤل ومحاولة التواصل مع الحياة كونها الكون أو الكون كونه الحياة ، كل ذلك وصولًا لم لا نراه ومرحلة الفهم تجعلني أتشكك اننا سنصل

    ليس لشيئٍ إلا أنها حكمته .. ساعات بحس إن لحظة الوصول هي لحظة الموت

    عمومًا اللهم ينير لك اللحظة الفاصلة
    جميل بالمناسبة :)

     
  • At Tuesday, April 23, 2013, Blogger Muhammad

    نهى

    "فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد"

    لكننى أتذكر الآن شيئا ما قاله ديكارت عن أن الله لا يخدعنا. لابد أن هناك طريقا موصلا، وليس يهم أن يُفضى إلى الفهم "العقلانى". يقول القديس أوغسطين: لكى نفهم لابد أن نؤمن، وأنا أميل إلى ذلك

    شكرا لك يا نهى

     

Post a Comment

~ back home