Monday, April 01, 2013,06:33
قسوة
نبتَتْ فى عينى البارحةَ سبعُ ورداتٍ بنفسجيةٍ، أكلَتْهنّ سبعُ ورداتٍ بيض .. سبعُ زهراتٍ من فلٍّ أبيضَ، وورقاتُ برسيمٍ من الحقلِ الذى بجوارِ مسجدِ الزاوية. نظرْتُ عبرَ الحقولِ، ورأيْتُ التوتةَ والترعةَ، فاشتقْتُ العبور.

وقفَتْ فى زيِّها الأبيضِ كيمامةٍ عندَ منتهى البرسيمِ، واستندَتْ إلى الساقيةِ التى تربّعَتْ عليها بناتُ الجان. فردْتُ ذراعىّ ودسْتُ فى الحشائشِ، فحملَتْها سحابةُ القديسينَ صوبَ مملكتِها العلوية. تعثرْتُ فجُرحَ باطنُ كفى، ورأيْتُ دمى على طرفِ ثوبِها الأزرقِ المنقوش.

كان ثوبُها قصيرًا بلا أكمام. وكان شعرُها مفروقًا من المنتصفِ، منسدلًا على الكتفين. أشاحَتْ بعصاها الملونةِ فتطايرَتْ نجومٌ وفقاقيعٌ بألوانِ قوسِ قُزح، حفّتْ فى سقوطِها المتئدِ بركبتيها العاريتينِ، وحين مسّتِ الأرضَ خفيفًا نبَتَ النخيلُ والتينُ والرمان.

استدارَتْ فأقبلَتْ عصافيرٌ وفاضَ ماء. حجبتْنى العصافيرُ عن الشمسِ فسَرَتْ فى جسدى البرودة. أمعنَتْ فى المدى، وكان الماءُ بيننا، فهتفْتُ: لو تعلمين... أجابتْنى الريحُ: لو تعلمين... لكنها لم تلتَفِتْ.

كانتِ الشمسُ فى المغيبِ، والماءُ باتساعِ الكونِ، واليابسةُ عند قدمىّ المتيبستينِ، حين ابتعَدَتْ حتى طواها الغياب. ولما تعبْتُ، فخررْتُ، وازدادَتِ البرودةُ، كانتْ هناك. لكنها لم تمدّ يدا.
 
Posted by Muhammad | Permalink |


10 Comments:


  • At Monday, April 01, 2013, Blogger SHARKawi

    جميلة وبسيطة . اعجبني العنوان الواضح المعنى بالنهاية .أعجبني السرد . أعجبني الوصف . أعجبتني هي أيضا .
    وكيف لي أن أعجب بما وصفتة سيدي .

    لك مني كامل احترامي وتقديري . تشكراتي . دعواتي . تحياتي

     
  • At Tuesday, April 02, 2013, Blogger Muhammad

    شرقاوى

    وأعجبتنى إشارتُك إلى تعلّقِ العنوانِ بالنهاية

    لا أدرى لِمَ أوحى لى تعليقُك بأنك من الإخوة المغاربة، حتى بلغتُ صفحتَك، فوجدتُك - فيما أحسب - مصريّا :)

    فى كل الأحوال، أهلا بك :)

     
  • At Tuesday, April 02, 2013, Blogger إبـراهيم ...

    هوا فعلاً تعليقه يوحي بالمغربية
    دعواتي .. احتراماتي .. قبلاتي
    صاابااح الخير
    يا مولاتي :P
    .
    .
    معلش القافية تُحكم

     
  • At Tuesday, April 02, 2013, Blogger نهى جمال

    أتساءل أحيانًا كيف تنمو ال " النجوم والفقاقيع بألوانِ قوسِ قُزح، " في النص اجابة حية عن الحالة :)

    ودايمًا الحياة أو ما شابهها غدارة تجذبك ثم " لن تلتَفِتْ "
    و "
    " لن تمدّ يدا

    على راي بطل في فيلم هندي مش متذكرة اسمه : But more than bombs, it’s life that hurts you. At every corner there’s betrayal

    الجو ده ينفعه اغنية فريد " طال غيابك ليه يا قاسي " :))

    مساءك طيب :)

     
  • At Tuesday, April 02, 2013, Blogger Muhammad

    ابراهيم :D

    ههههههههههههههه

    هتعمللى فيها سعاد حسنى هجيبلك فرج :D:P
    (مزحة "بريئة" وبلاش تقفش :D)

    الراجل هيفتكر اننا بنتريق عليه يا جدع. والله يا حاج شرقاوى هى القافية اللى حكمت مش اكتر، لكن ابراهيم ابن حلال و "بيضحّك معاك" على رأى اخواننا بتوع قبلى

    وبعدين ابراهيم - بصفته عربيد قديم - اكيد عارف ان المصرى (البلدى) احسن من المغربى ;)

    شرّفتمانى :)

     
  • At Wednesday, April 03, 2013, Blogger Muhammad

    نهى العزيزة

    رؤية الـ "هى" فى النص بوصفها الحياة (أو ما شابهها) تستحق الانتباه والإعجاب - كليهما. هكذا يكون القارىء الذى يعيد تشكيل ميكانو النص فيثريه ... ويثرينا

    ايه حكايتك مع الهندى؟ دى مش اول مرة! فالحين بس تتريقوا ع الراجل لما يروح الهند، مع انكم - والدليل اهه - اكتر "هندية" منه. عقبال ما اشوفك وانتى لابسة الطاسة فـ باكستان :D:P

    بس ده ميمنعش ان اقتباساتك دايما بتكون حميمة وموحية

    كأن الجو ده ينفعه طال غيابك ليه يا قاسى! ماشى، مع انى مش مرتاحلك :D

    وعموما، مساؤك سكّر، وشكرا للتعليق الدافىء المُدفىء :)

     
  • At Wednesday, April 03, 2013, Blogger نهى جمال

    ههههههههههه حوار الهندي ده صدفة ليس إلا

    أنا مش متابعاهم قوي رغم اني بحب استعراضتهم والساري الهندي
    وبعدين الطاسة لايقه عليه اكتر الطاسات ليها ناسها ولو انها اقرب لطشت من طاسه :))) :P
    بلاش تجرجرني للاخوان عشان مانعملش ماس كهربا :)))

    وبالنسبة لفريد ليه مش مرتاحلي ؟ ديه اغنية هايلة ولايقة ع العنوان وجو النص اللي بيحمل معنين لو ركزت فيه :))

    وبس كدهون :))

     
  • At Wednesday, April 03, 2013, Blogger Muhammad

    وبس كدهون؟ شوف يا اخى البراءة :D

    مهو عشان الاغنية هايلة، ولايقة، وانتى مركزة للمعنيين ... عشان كده بالذات انا مش مرتاحلك :D

    بس انتى مقلتيش ليه انك بتحبى السارى! كنت وصيته يجيبلك واحد وهو راجع. وهو راجل طيب ومكانش هيتأخر :D

    انما هنعمل ماس عشان الاخوان ليه ان شاء الله! يكونوش جوز خالتى! انا بعمل ماس مع اللى الاخوان مش جوز خالته وفـ نفس الوقت تلاقيه جايب واحد اوطى منهم من تجار السياسة وعاملُه جوز خالته وجوز امه كمان. لكن اللى نافض ايده من الكل - زى حالاتك - حبيبى وصاحبى وكفاءة كما سبق تقريره :)

    وازيك بقى؟ :D

     
  • At Wednesday, April 03, 2013, Blogger إبـراهيم ...

    يا محمد يا خويا نهى بتتلكك أرجووك ما تجبش سيرة السياسة تاني :)

    إنتا حوو وجميل، وهتسمع الكلمات

     
  • At Wednesday, April 03, 2013, Blogger Muhammad

    تؤمر يا قمر امرك ماشى :)

     

Post a Comment

~ back home