Tuesday, August 20, 2013,12:18
عالَمان
يحدثنا الذين يعيشون فوق خط الثراء عن خط الفقر الذى نعيش على تخومه، من أعلى أو من أسفل، سائلين الله الستر .. يحدثوننا عنه (ونحن أدرى به منهم) أكثر مما يحدثوننا عن الخط الذى يعيشون فوقه/خط الثراء. خلِّ خلافاتنا الآن يا صديق، فأنا وأنت ومن أشبهونا حثالاتٌ مقارنةً بأولئك الحكام الحقيقيين الذين لن يدَعوا لنا عيشا ولا حرية ولا عدالة ولا حتى تدينا خارج الدائرة التى تواضعوا – هم – على رسم حدودها كما يلائمهم. لن يسمح لنا هؤلاء – على بُعد خلافاتنا، أنا وأنت – بالمساس ببناهم التى أقروها: سياسيا، واقتصاديا، واجتماعيا، وقانونيا، ودينيا، وثقافيا. لم تُحدث الثورة أى تغير فى تلك البنى، بل عادت – فى الأخير – إلى ترسيخها أكثر من ذى قبل. أكد السادة سيادتهم، وسيهوِى الحثالات أكثر فأكثر، بعد أن باءت كل محاولات الحالمين – على اختلاف أحلامهم – بالخيبة والفشل. هذه الدولة لهم بالكليّة، ونحن فيها لإكمال العدد المطلوب، وتسيير الأمور، والحفاظ على الواجهة؛ ما دامت كل بلاد الأرض سادة وحثالات.
الجنود المقتولون غدرا. هل رأيت من بين كل التماسيح النخبوية الباكية مَن تحدث/يتحدث/سيتحدث عن حياة الحثالات التى يتلقهاها هؤلاء الجنود داخل الوحدات؟ الماء الردىء، والأكل الردىء، ومعاملة الأباطرة الزناة، والكرامة الممتهنة، والآباء الذين يسبهم السادة أكثر مما يذكرون الله! يُستدعى الحثالات إلى واجهة المشهد – فقط – حين تقتضى الحاجة؛ وأنا الذى ما ذقت لحم الضان، أنا الذى لا حول لى أو شان، أنا الذى أُقصيت عن مجالس الفتيان، أدعى إلى الموت ولم أُدع إلى المجالسة.
وفى علاقة السادة – الحثالات، ينبرى الحثالات للدفاع عن السادة بكل طريقة ممكنة، أحيانا أكثر من السادة أنفسهم؛ فيضرب السادةُ الحثالاتِ بالحثالات، ويخدعونهم ليخوضوا معاركهم بالنيابة، بينما يتمددون فوق خط الثراء، الذى لا نعرف ما يحدث فوقه.
Posted by Muhammad |
Permalink |
-
-
-
-
-
ايمان
امين يا رب
صباحك حليب :)
-
شيماء
........
وصباحك حليب :)
آه ياني
:(