Thursday, August 15, 2013,19:06
وحِملٌ للآتين
وتظنون أننا سنَبيد؟ لا، لن نَبيد. وسنمرِّر لأبنائنا عقيدتَنا فى اللهِ، وملائكتِهِ، وكتبِهِ، ورسلِهِ، واليومِ الآخرِ، والقدر.
سنقولُ لهم إن اللهَ فى السماء، فوقَ عرشِه، بائنٌ من خلقِه، لا يحلّ فى عبادِه، ولا يتّحدون به، ولا هو عينُ الموجودات. سننقلُ لهم عقيدتَنا فى أسمائِهِ وصفاتِه، ولو أسميتمونا حشويةً ومُجَسِّمَة. تعالى اللهُ أن نصفَهُ بغيرِ ما وصفَ به نفسَه، أو وصفَهُ به نبيّه. متّبعينَ غيرَ مبتدعينَ ولا معطّلينَ ولا مشبّهين. لكم المذاهبُ حلولية واتحادية ووحدوية ومعتزلية وأشعرية وماتريدية وفلسفية... ولنا نهجُ السلف.
سنقولُ لهم إنه سيكون بين ظهرانيكم مَن إذا ذُكرَ اللهُ وحده اشمأزتْ قلوبُهم، وإذا ذُكرَ الذين من دونِه إذا هم يستبشرون. سيضيقون بكم إذا أحَلْتم إلى الآيةِ والحديث، وسيقبلونكم شريطةَ "أنسنة" الديانة. ستستشعرون اغترابا، وستُعادَون حتى تدَعوا ما أنتم عليه؛ فما جاء أحدٌ بمثلِ ذلك إلا عاداه قومُه، قالها ورقةُ لمحمد، وهى ساريةٌ إلى يومِ تُبعثون.
سنقولُ لهم إن اللهَ لا يقبلُ سوى إسلامِ محمدٍ بنَصِّ الكتاب، وإن ما عدا كتابكم من كتبٍ محرّفٌ لا يُعوّلُ عليه فى العقائد، وإن اللهَ قد بعثَ محمدًا ليُخرجَ (ومَن معه) العبادَ من عبادةِ العبادِ إلى عبادةِ ربِّ العبادِ – يقول الربعىّ بن عامر –، فلا تُقِرّوا أهلَ باطلٍ على ما هم فيه، إذن تكونَ خيانةً لهم ولأنفسكم.
سنقولُ لهم إن الدينَ الذى ارتضاه اللهُ لكم هو دينُ "قلْ إن صلاتى ونُسُكى ومحياىَ ومماتى للهِ ربِّ العالمين"، الدين الذى يسرى فى الحياةِ مسرى الدم، لا الدين الذى ينفصلُ ويستحيلُ شعائرَ لا تُمارَسُ إلا فى بيوتِ الله، فإذا ما خرجتم عزلتموه وغيّبتموه.
سنقولُ لهم إن صحابةَ محمدٍ عُدولٌ كلّهم، لا نستثنى منهم معاويةَ ومَن معه، وإن نساءَ النبىّ من آلِ بيتِه، وآلُ بيتِهِ – كصحابتِهِ – أئمةٌ راشدون، وسنعلّمهم الترضّى على أبى بكر وعمر وعثمان وعلىّ ومعاوية والحسنين وفاطمة وعائشة وحفصة وسائرِ الصحابةِ وآلِ بيتِ النبوّة.
سنقولُ لهم إن دينَكم لحمُكم ودمُكم، قبلَ الوطنِ يأتى، وقبلَ العشيرةِ الأقربين، عليه يكونُ الولاء، وعليه يكونُ البرَاء، وسنعلّمهم فِيمَ يكونُ سائغُ الخلافِ، وفِيمَ لا يكون.
وسنقولُ لهم إن كلّ ابنِ آدمَ خطّاء، ولو لم تُذنبوا لاستبدلَ اللهُ بكم مَن يُذنبون فيستغفرون، فلا تجعلنّ أخطاءَكم بابًا لشرعنةِ الخطأ؛ إراحةً لضمائرِكم، أو تجمّلا فى عيونِ الأغيار؛ فإنكم لستم بخادعى الله، بل سَمّوا أخطاءَكم كذلك، وسَلُوا الله التوبة.
وتظننون أننا سنَبيد؟ ولو كان! إن ما بين جُنوبِنا بين جُنوبِنا، والقيامةُ فصل.
...
إن العينَ لتدمع، وإن القلبَ ليحزن، ولا نقولُ إلا ما يرضى ربنا، وإنا لفراقِك يا ابنَ العمِّ لمحزونون. تقبّلك اللهُ فى الشهداء.
Posted by Muhammad |
Permalink |
-
على هذا عاهدت ابنى حمزة
على ترسيخ العقيدة
وفهم المعنى العميق لشمولية الاسلام
اعاننا الله وسط كل هذا الهراء
-
ورحم الله الشهداء يا محمد ورحم الله ابن عمك ورزقكم شفاعته البقاء لله
-
البقاء لله يا مُحمد
ربنا يرحمه هو وكل شهيد ويصبرك انت وأهلك
-
شيماء
شمولية الإسلام !
بوركتِ من أمٍّ فاشية وبوركَ الولد :)
نعم، أعاننا الله، لكنْ لولا العقباتُ لشككنا فى الطريق
وغفر الله لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان
شكرا يا أم حمزة :)
-
إيمان
اللهم آمين، وجمعنا بهم فى دار رحمته
شكرا يا إيمان
-
انت مستعجب من كلمة شمولية الاسلام! ولا عايز تعرف ااقصد ايه ولا ايه وانا شكرا لدعائك لحمزة ومش عارفة " فاشية" دى اللى هى ايه يعنى ؟
-
:)
لا يا ست الكل. انا بس بتريق؛ لأن محاولة تطبيق هذه الشمولية على الأرض يجعل من لا يتاجرون بالدين - زى حالاتنا - يلقبوننا بالفاشيين. نحن فاشيان يا شيماء. فضلا عن كوننا تاجرى دين ابتداءً
:)
على هذا عاهدت ابنى حمزة
على ترسيخ العقيدة
وفهم المعنى العميق لشمولية الاسلام
اعاننا الله وسط كل هذا الهراء