Saturday, June 29, 2013,17:32
المُكاتبات - الحادية عشرة
وأحبّكِ بمعزلٍ عن رقصاتِ جنونِ كلِّ هذا الصخب. العالمُ بالخارجِ مأفونٌ، قد جُنّ فعربد. فخلِّينا لتانجو الداخلِ؛ فهو أكثرُ حميميةً ودفئًا وحياةً وإثارة. لهم سعارُهم، ولنا خلاصُنا. والحبّ – الذى أفهمُهُ – خلاصٌ؛ قرارٌ بالخلاصِ، وفرارٌ إلى الخلاصِ، وحضورٌ فى الخلاص. وأنتِ – يا صديقتى – خلاص. الحبّ واحتُنا فى القيظِ، مظلّـتُنا فى الصقيعِ، مددُنا فى المجاعةِ، رِيّنا فى الجحيم.
وأحبّكِ منذُ فواتحِ الصِّبا تصوّرًا حامَ فى الكونِ حتى وجدكِ فتلبّسكِ واتخذَ صورة. اجتمعتْ روحُ الفكرةِ بالجسدِ، فاستوى خلقًا مكتملَ الهيئةِ موفورَ البدنِ واسعَ العينينِ رقيقًا وطيبا. لو أنك تتلبسيننى بالمثل! لو أنك تحلّينَ فىّ وأحلّ فيك! لو أننا نصيرُ واحدًا، أو نعودُ واحدا! لو أن الروحينِ يندمجانِ، والجسدينِ يلتحمانِ فى مُرَكّبٍ يكونُنا معًا، أو يتجاوزُنا، ويقصرُ الواحدُ منا أن يكونَهُ منفردًا وحيدا! لو أننا!
وأحبّكِ رحلةً وصولُها الموتُ، إمكانيةً تقعُ – أبدًا – وراءَ نفسِها، تشظّـيًا لا التئامَ له، تناقضًا لا سبيلَ إلى انسجامِه، معضلةً لا تُحل. أحبكِ عبثًا وجنونًا ولا جدوى، لغةً دائمةَ الإحالةِ إلى ذاتِها، متفجرةَ الدلالةِ، نسقًا مغلقًا لا يشيرُ إلى الأشياءِ بل يخلقُها ويعيدُ تكوينَ المعانى الـمُرجأةِ أبدًا، نسقًا مغلقًا أنحبسُ فيهِ، وانحباسى فيهِ/فيكِ انعتاقٌ وحرية.
وأحبّكِ حتى أكونَ الذى لم أكنْه، وكلّ ما سأكونُهُ معكِ سأكونُهُ، وأنا طامحٌ – أبدًا – إلى الذى لم أكنْه، فأكون على سفرٍ دائمٍ خلفَ ذاتى التى لا تتحققُ، أبدًا فى الصعود. وليسَ غير أنتِ من يأخذنى إلى الفارسِ الجديد، المستحيلِ المراوغِ المتفلِّت، السائرِ فى صيرورةِ التجدّدِ التى لا تقر، الصائرِ فى سيرورةِ التجدّدِ التى لا تقر، المحكومِ بالتجاوز، الواثبِ فوقَ كلِّ إمكانيةٍ من إمكانيةٍ إلى إمكانية. أنا – بكِ – رحلةٌ وسفر.
Posted by Muhammad 
|
Permalink |
-
-
كتير وحشتنا هيك الابتسامة ياللى بنفهمها :)
انما تسيبيلى الكومينت فاضى وعاوزانى افهم وتقوليلى سريالية؟ :P
-
طب جميل ما هو مفيش كلام يتقال يا محمد حقا وصدقا ويقينا
وبعدين بقا فى الانبهارات المتكررة "
:) "
-
-
واللهِ كنت لسه بأسأل عليك. :)
-
شيماء
حقا وصدقا ويقينا .. للجرجة دى؟ :D
كل القصة يا ست الكل زى ما قال ابو ماضى: كن جميلا ترَ الوجود جميلا؛ ولذلك ترين ما أكتب جميلا
وبس كدهون :)
-
...
حلوة فى النقط تعرفى :D
وفعلا مش عارف اقولك ايه ع الاغنية خصوصا فى الظروف دى. أبهجتنى يا بهجت :)
بس خلليكى فاكره انك قلتى "وضلك جن ضلك جن" اهه :)
شكرا يا عم "وتعيش وتجيبلى" وتنورلى الدنيا وتخللينى ابتسم كدهون لما بُقى يبقى بوجى خالص .. والاهم تجتاحنى
اجتاحينى كده :)
-
عمى وعم عيالى الحاج حسين
كنت بتسأل عليا مين ياد؟ ياد اطلع من دول ياد. ياد هعورك ياد. عليا الطلائع بحبك ياد :D
موجود يا عم والحمد لله ماشى الحال. كانوا يومين كده بس. المهم انت فل؟
:)