Sunday, June 16, 2013,18:35
سيريالية أو روحى مثقلةٌ هذا المساء
الرحلة طويلة ومؤسية وما من زادٍ؛ الزادُ عزيز. وطريقك ليس يتسع لغيرك، وفى الوحشة تقوم معالمه. عمرٌ انسرب، وما وجدتَ إجابة. ولو سألك عابر وما كان السؤال ما وجد عندك إجابة. مسافات ومسافات تشرذمنا فى الوجيعة، وما من مخاض. والتفاحة التى تقضمها ستنهكك تماما؛ فخلِّصها من كل هذا العناء الذى لا تنكسر رتابتُه، وائتِ على لحمها والبذور. عيناك ناديتان فى النظر؛ فلا هما جفتا ولا هما ارتاحتا فى البكاء. لا شىء مبكٍ، ولا شىء يستفز فيك السرور؛ الأسى – لا سلطانُ – هو قانون الوجود. الأسى – لا الألمُ ولا الملهاويةُ ولا الملالةُ ولا غلافُ الجو – هو الغلالةُ التى تلفنا كـ لندن فى صباحات الضباب. وعلى جسر ويستمنستر سنقف وقفة ووردزورث، غير أننا سنقابل المشهد بصوفية وليم بليك. أعطنى – يا مارّا إلى جوارى فى الطريق الذى لا يتسع لك – واحدةً من سعف النخيل. سعفُ النخيل جميلٌ يا حبيبى، ويداى مجذوذتا الأصابع؛ لأنى أردت أن أمسك قرصَ الشمس. أعطنى الشمس يا حبيبى؛ فإن رئتىّ تتوقان للضوء والحرارة. الدخان ملئى يا حبيبى، وأنا محشوّةٌ قشّا ومثقوبةٌ بالتجاويف. داوِها يا من لم تنادِك الصحراءُ فيأخذك التيه. داوها فقد أعجزنى التشريحُ وأرهقتنى كيمياءُ الأسئلة. داوها فما عندى لها ولا لى دواء. واللوحة تقول إنه ليس غليونا، وأنا أرى الغليون. لماذا تقول اللوحة إنه ليس غليونا يا من تعرف الإجابات؟ ولماذا يصر وودى ألان على كل هذه الثرثرة؟ وما هذا الشىءُ الذى فى أفلام كيسلوفسكى ومستعصٍ على التوصيف؟ لو أنك تبوح! لو أنك فقط تبوح! لو أنك تجالسنى على قارعة الطريق متخففَينِ من كل حِملٍ سوى عذاب الرحلة، وتتلطف بى، وتأخذنى إليك فى جلبابك الفسيح كالمدى، وتقيم لى كرنفالا من الألوان، فآنس إليك، وأنام قليلا! وأنا متعبة يا حبيبى، وقلبى ينتظرك بحب غامر. وأنا أرقب حركاتِ النجومِ والأفلاك، وأصاحب البدرَ والمحاق. أنا البدر يا حبيبى، وأنت المحاق فى الاكتمال. شفتاى مشققتان عطشا، وليس فى الجِرار ماء. تعالَ إلىّ؛ فإنى محاصرةٌ فى المضيق. وأنا أعرف عذاباتكم، وبودى لو أطبِّبها بمعجزاتِ المسيح، غير أن النبوةَ لا تأتى تكسّبا. وأنا أعرف عذاباتكم يا حملانُ ضلت الطريق؛ فأنا مثلكم ضال تتخطفنى الذئاب، والحيرة مئزرى الذى شفّ عن حاجياتى فافتضحت. فلماذا تقولون إن ما فى اللوحة ليس غليونا، وهو غليون؟ ولماذا تسعون عندى إلى المعنى، ولو كنتُ وجدتُه لأوقفتُ السعى واختتمتُ القصيد؟
 
Posted by Muhammad | Permalink |


2 Comments:


Post a Comment

~ back home