Saturday, June 15, 2013,02:04
المُكاتبات - التاسعة
سأصحو فزعا فى جوف الليل، بعد أن يأخذَك الوسنُ فتطمئنى وتأكلى أرزا مع الملائكة. سأقلقك لصراخى من كابوسٍ مزعجٍ وبكائى، وقد لا أصرخُ لكنْ أبكى وأرتجف. لا تسألينى ما كان، ولا ما بى. خذينى إليك فى صدرك وأشممينى رائحتَك، وطبطبى علىّ، ودعينى أبكى وأرتجفُ ما شئت، حتى أهدأ ويسرقنى الوسن فآكل أرزا مع الملائكة، وفى الصباح سأصحو وكأن شيئا لم يكن، ولن أشير إليه، فلا تشيرى. داويتِنى فى المساء، وكان ذلك كافيا ليمحوَ من نفسى آثارَ الليل.

سأصرخ لأنك لم تكوِ قمصانى وبناطيلى، وسيرتفعُ صوتى، (لكنّ الجيرانَ لن يسمعوه)، وسأشكو الإهمالَ واللا مبالاة وباقى هذه القائمة. لا تأخذى ذلك على محمل الجد وكأننى أعنى ما أقول. لستُ أكثرَ من طفلٍ غضبان. الرجالُ كذلك. والأمّ امرأة.

سأتساخفُ فى أوقاتٍ وأتظارفُ حتى تقولى فى نفسك ما أسخفك! مَرِّرى هذه الأوقات، ولا تفكرى فيها طويلا، أو تتناسى لأجلها ما عداها من أوقاتٍ طيبة. لستُ كاملا بعد كل شىء، ولكلٍّ سخافاتُه.

سأضربك خفيفا فى كتفك، هكذا، حين تفعلين شيئا كبيرا خاطئا. لا تحسبيها ضربة؛ إنها طريقتى فى عتابِ من أحب. لا تصدقين ذلك؟! جربيها معى حين أفعل شيئا كبيرا خاطئا، ولن أغضب. سأحتضنك .. وأعتذر.

سأنشغل عنك أحيانا بالقراءة، فلا تنبّهينى، ولا تعتبى علىّ. خذى الكتابَ من يدى، وطوّحى به. اجلسى مكانه بين يدىّ، وسأقرَؤُك.

سأوقظك فى ليالٍ تشعرين فيها بالتعب وتحتاجين بشدةٍ إلى النوم. لن يكون ذلك عن عدم تقديرٍ ولا مبالاة، لكننا لم نتفق على إمكانِ أن يستشعرَ أحدُنا الوحدةَ بعد أن نكون معا.

اطبخى من الأكلاتِ ما أعرف، ولا داعى مطلقا لممارساتك المطبخيّةِ الملتوية، وكأنك "حنفى فى المعمل". أيا ما كان، سأظل محتفظا بالكارت الأخير لأوقاتِ الضرورة: البناء الضوئى.

وفى الأخير: أنتِ غشاشةٌ كبيرة؛ لأنك ما أنت عليه؛ فما أنت عليه لم يدع لى خيارا فى السقوط. سقطتُ (فيك)، وكان سقوطى هو الخيار الأوحد. أنتِ غشاشةٌ كبيرة يا حبيبتى. أنتِ غشاشةٌ كبيرة.
 
Posted by Muhammad | Permalink |


12 Comments:


Post a Comment

~ back home