Saturday, August 17, 2013,07:06
انظر خلفك فى غضب
ما ارتكبَ الإخوانُ خطأً إلا وقع فيه خصومُهم، والذين اتهموهم – أمس – بالعسلِ مع العسكر، جاءوا القصورَ على دباباتِ العسكر، والذين سبّوهم على تركِ الميادينِ ضدّ العسكر، يُسْلمونهم – الآن – كأبشعِ ما يكونُ التسليمُ – للعسكر، والذين لاموهم لدسترتِهم وصايةَ العسكر، تركوا الدستورَ بأكمله للعسكر. الكلّ شائهٌ وخسيس، وطوبى لمن حادّ العسكرَ فى محمد محمود ومجلس الوزراء والعباسية ورابعة وما هو آت .. خطّ واحد، قَلّ مَن ثبـُت عليه.

والثائرُ العاهرُ يبكى لـ "طنطورية" رضوى عاشور، ولِما كان من وقائعِ حياةِ رقية، ثم يباركُ سلطاتِه التى تحاصرُ أحفادَ رقية حصارَ اليهود .. حصارَ الدودِ واليهود. الكهرباءُ لنا، والوقودُ لنا، وقد حرّم اللهُ على المسجدِ – فى ملتِهم – ما تحتاجُه البيوت. حرّمَ اللهُ أجسادَهم على الجنة!

وتجديفٌ أن تتهمَ كُتّابَنا الأشاوسَ الأحامدَ الأحاسنَ بالانسياقِ – غنمًا – وراءَ الميديا، لكننى أجدِّف. وعُمدتى فى ذلك لا مقولاتُ الإسلاميين، بل مقولاتُ بودريار عن مجتمعِ الصورةِ التى صارت تُحيل إلى نفسِها لا إلى الواقع، ومقولاتُ دولوز وفلاسفةِ الاختلافِ عن السلطةِ التى توشكُ أن تتبدّى فى كلِّ شىءٍ (أو هى كذلك). ومن ذا الذى بمقدورِه أن يعارضَ – بين الإنتليجنسيا – سلطةَ خطابِ "تخوينِ الإخوان"؟

أسلمتُمُ الإخوانَ (الذين ما انفردوا بجريرةٍ) منذُ زمنٍ بعيد، وما زلتـُم. فإما أننى – تيريزياس ذا الثديينِ الأنثويينِ الأجعدينِ – شاهدُ زور، وإما أنكم فعلتـُم، وقد أكون قد وقعْتُ معكم فى نفسِ الجُرم! وفى كلِّ الأحوال، عند اللهِ تلتقى الخصوم. ألم أقل لكم إن القيامةَ فصل؟

تحسبون ذلك من قبيل Survivors Guilt؟ ليس كذلك! لقد نوّهنا عليه قبل أن يحلّ موسمُ الحصاد .. حصادِ الرءوس!

ربنا أخرجنا من هذه القريةِ الظالمِ أهلُها.
 
Posted by Muhammad | Permalink |


3 Comments:


Post a Comment

~ back home