Monday, April 21, 2008,22:49
بعضٌ من .. حديث

الحبُّ بلا أية مقدمات. فقط تصحو من نومك مبتسماً، ممتناً للكون. تحادث الشمسَ والقططَ الصغيرةَ ودخانَ سجائرِ المارة في ود.

تتغاضى عن عشرات الأخطاء وتسامح عشراتِ المسيئين وتعتذر للعشرات عن أشياء لا تذكرها. تتصالح مع كونٍ آخذٍ في اكتساب لونٍ جديد .. كونٍ بلونها هي ومذاقها هي.
أيحقُّ لكون اسمه (....) أن يحمل بعضَ الحزن؟

الحبُّ أن تهبَ نفسَكَ – طوعاً - لآخرَ هو الجنة. آخرَ يهدمُ ما شادَهُ فيك جحيمُ سارترَ ذو الدفءِ الباردِ على مرِّ الأعوام. آخرَ ينتزعُك من ظلماتِ عدميّةِ الجامعةِ ويلقي بك في رحمِ الإشراق.

الحبُّ حين ترتشف قطراتِ السِحر من شفةٍ تمتزج فيها مياهُ الأنهار الأربع. تقترب خجلاً فتهبك جيجوناً حليبيَّ الطعم فتعود طفلاً بل جنينا. تأتيها نزقاً فتهبك فراتاً بخمرٍ يسير. تأتيها لتكسر صياماً طويلا فتهبك سيحوناً بالماء الفرات. تأتيها حليلاً فتهبك نيلاً بشهد دائم.
فهل ترتوي؟

الحبُّ أن تأتيَه عارياً كأنّما لفظتك الحياةُ لتوّك هيوليَّاً ينشدُ التشكّل. وإذ تتحاضنان (ما أجملَ الكلمة) يتقولبُ كلٌّ منكما بقالَبِ صاحبِه فتصيرُ أنت هو، وهوَ أنت، وما في الجُبّةِ سواه. أن تلتحفَه ويلتحفَك فينتفض جسداكما عنيفاً في رقصةِ الاكتمال. أن تطأَه حِسَّاً حتى حوافِّ الروحِ، ويطأَكَ روحاً حتى حوافِّ الحسِّ، فتكتشفانِ التصوفَ مكسوّاً بعرقِ الإبطين .. ويسري ماءُ الحياة.

الحبُّ حين تبحث في ملامحها عن ورود أهديتها إياها فأسكنَتْها خديها واستبقتْ بتلّتين لشفاهٍ ترتعش منتظرةً الربيعَ الأبدي. أن تبحث عن سطور الشعر الساكنةِ بوريدٍ أزرق يجول بذراعيها .. يحملُ شعرك حتى القلب ويعيدك إياه شرياناً ينبض .. تقرأ شفرته فيحسدك "مورس". أن تقفز حباتُ الشيكولاتة من عينيها البنيتين وحباتُ اللؤلؤ من ضحكتها البيضاء .. أم كانت وردية؟

الحبُّ أن تتعلقَ بصدره لحظةَ البكاء والمكاشفة. أن تدفنَ الوجهَ في برزخ النهدين فتختلط دمعاتُك بأنهار وديان الأمن. أن تداعبَ الشمسين الراقدتين في وداعة كطفل يحتمي بأمه من قسوة الأيام. أن تتنهدَ ارتياحا وقد أرضعتْك سكينةَ الأحلام ممزوجةً بربتاتٍ مطَمْئِنَةٍ مطْمَئِنَّة.

لكل فتي قصةٌ يكلم عنها المساء.
تتعجّلُ المساءَ كي تبدأ لعبة الاستحضار الأثيرة، فتراها في كل مكان لتقص عليها بعضَ التفاصيل وتخترع بعض الأساطير وتهبها عشرات الورود ومملكةً من مرمرِ تاج محل، لتبتسم فيمطر الحجاز ندفا من ثلجٍ أزرق، وتهمس فيزهر النسرين في سيبيريا، وتخجل فيرحل الشفق محتجّاً ويتركها لك .. شمساً صغيرةً تنير ألفَ مساء.

لا تدّعي العشقَ قبل أن تسكن خلاياها وتعبّقَها بعطرك، وتحيطَ خصلاتِ شعرها بشريانٍ معقود .. قبل أن تكسبها لونك وتهبها ريحَ حزيران من نفسٍ لاهب، وإيقاعَ الفالس من نبضٍ عاشق. فقط حين يتفتح الأوركيد علي شفتيها سأدعوك عاشقا.

فتمهل صديقي تمهل، فالعشق أبديُّ الشباب. ولا تحزن لموت أوراق التقويم، فمن العشق ينبت تقويمٌ جديد.

------------------

بعضٌ من حديث بدأناه ولن ينتهي: ساسّو وأنا. بعض الأشياء التي تبدو واضحةً تماماً نعيد اكتشافها من جديد في لعبة حدثني عن "..."

بدت فكرةً بعيدةً أن نودِع حديثنا مدونة منفصلة، فاتفقنا أن نتركه هنا .. فبعضٌ من "النحن" بين تدوينات "الأنا" قد يُمتع.

 
Posted by Muhammad | Permalink |


4 Comments:


  • At Tuesday, April 22, 2008, Blogger تــسنيـم

    لا أصدق أني لم أستطع أن أكمل باقي السطور

    وكأنما صار الحب وحديثه شيئا أجفل منه وأتحاشاه وأرفض أن يُذكر أمامي


    يالله..... هذا ما خلّفه جرح الحب

    فليرحمني الله

     
  • At Thursday, April 24, 2008, Blogger Mony The Angel

    alkalam da ento ally katbeno :|?
    mn ta2lefko yan3y :|?
    wala na2leeno mn kotob maslan :??
    na2leeno mn kotob sa7?
    ana bardo olt kda lol

     
  • At Friday, May 02, 2008, Blogger Muhammad

    لم أعرف بم أجيبك فاستعنت بساسّو شريكة الكتابة

    بدايةً نعتذر. فنحن نعلمُ أن الجُرح عميقٌ و الطعنةَ نافذةٌ حتى اللُّب

    تسنيم

    كم من سطورٍ سُطرتْ لتواريَ جرحا
    و كم من أخرياتٍ كُتبنَ فنكأنه

    و لنتفق
    يوم يلتئم جُرح الهوى ستنتظرك سطورنا
    بروحٍ جديدةٍ ستقرئينها
    و روحاً جديدةً ستمنحينها

    خالص الود

     
  • At Friday, May 02, 2008, Blogger Muhammad

    Mony (THE ANGEL)

    angel ah mana wakhed bali:D

    tool 3omri ba2ool mony tefhamha w hiya tayra. m7adesh 3eref eno man2ool gheirek. Honaka farq bardo!

    el so2al dlwa2ti: 3allel:D

    ezkori esm el kotob eli na2lin menha, teksabi 75 2ersh (2ersh men bta3 el ba7r - yemken ye2daro 3leiki):p

    mnawwara, my sweet lil angel (a)
    [la mosh ghazal. da bakash:D]

     

Post a Comment

~ back home