مفتتح: ولقد ذكرتُكِ والرماحُ نواهلٌ مني وبيضُ الهندِ تقطرُ من دمي
فوددتُ تقبيلَ السيوفِ لأنها لمعتْ كبارقِ ثغركِ المتبسمِ
يأتي الأمرُ بالرقودِ فأستلقي استعدادًا لضرب النار. أنظرُ من فتحةِ الناشنكاه الخلفيّ وأمررُ شعاعَ البصر فيطاوعني إلى أعلى سن نملة الدبانة. ينحسرُ عن الهدفِ ويرتدُّ منتشيا حين تتمثلين أمامي، فأبتسم. يصدر الأمرُ بالاشتباكِ فأطلقُ رصاصاتي في المسافةِ بين قلبينا علّكِ تتجسدين. ينفلتُ المقذوفُ حاملا شوقيَ المكبوتَ فترتسمُ على وجهي علاماتُ الحسم في انتظار النتيجة...
أرى التماعةَ السونكيِّ تحت وهج شمسِ يوليو الحارقةِ فأتذكرُ أبياتَ الرقيقِ عنترة. أقارنُ بين سيوفِ القدماءِ وبنادقِ المحدثين فلا أجدُ من شبهٍ - بين حروبهم وحروبنا - إلا في الحبِّ المكنونِ لمحبوباتٍ ينتظرن (بلهفةٍ) عودةَ الغائب .. لا أجدُ من شبهٍ إلا في الحبِّ المكنونِ والدمِ المتطاير...
تغريني أبياتُهُ بالشِعر فتنسابُ فاتحةُ قصيدةٍ لم تكتمل. أقول لنفسي: لم يكُ أفضلَ مني حالا في العشق (وإن بَزَّني في القريضِ) فعلامَ السكوت. ذاق من حبِّ عبلة ما ذاق، وأذوق من حبكِ ما أذوق، فليبكِ كلٌّ على ليلاه...
أتمددُ وليس من فاصلٍ بيني وبين السماءِ فتعودني منمنماتُنا الصغيرة. أتقوّى بها على خشونةِ الأيام (المملوءةِ رملا) والبعدِ فتجدُ الضحكةُ طريقَها إلى القلب المنهك. أدركُ الآن - عن تجربةٍ - ما تعنيه الأفراحُ الصغيرةُ في أوقاتِ الجدب، وأدركُ - على الأخصِّ - قدرتَها الدافعةَ للاستمرار في حياةٍ لا لونَ فيها سوى الأصفر، ولا طعمَ فيها سوى العطشِ، ولا رائحةَ فيها سوى العَرق...
أنتحي جانبا وأنعمُ بنظراتٍ مختلساتٍ لصورتكِ التي لم تفارق جيبَ السُترة. تهبطُ تفصيلاتُ وجهكِ الموشومِ على جدارِ الروحِ بردًا وسلاما. يزدادُ الاشتياقُ فتكاد الدمعاتُ أن تخونني، ولولا أنني آليتُ ألا أبكي (عنادًا في صديقِ العمر) لبكيتُ ثم لبكيت. أقسى ما في الغربة - رغمَ جفافِ الأيام - هو الغربةُ ذاتُها يا فاطمة يا غرامي البعيد...
تتبدلُ الظروفُ فلا نعودُ أنفسَنا، ولم أكنْ هناك نفسي. تنقطعُ روابط وتضيعُ أشياء وتبهتُ ذكريات. وحدك تقتحمين الأسلاكَ الشائكةَ فتَظلين خيطا من نور يخترقُ الإقامةَ الجبريةَ ليربطني بالخارج (وكلُّ خارجٍ أنت فيه أهفو إليه). أُحادثُ عنكِ الأصدقاءَ فيضوع عطرٌ أعرفُهُ وأهتزُّ له. أعلنُ انتمائي إليكِ جنديًّا طالَ غيابُهُ عن وطنِهِ (وأنتِ وطني). أخدمُ - عن طيب خاطرٍ - في جيشِكِ ذي الفردِ الواحد. أنا فردُكِ وجيشُكِ، وأنتِ أمي ومليكتي وأرضي...
أتعلّمُ أن سلاحَ المقاتلِ جزءٌ منه لا يتركُهُ حتى يذوقَ الموتَ، وأنتِ سلاحي في مواجهةِ الحياةِ لا تقوى يداي على تركِكِ وإن حاولْت. أخوضُ الحروبَ - على كراهتِها - طمعا في المغنم. فكوني المغنمَ وكوني الوسام. وكوني الغد...
خاتمة: انتظريني بغَمرةٍ ولثمة .. و خُصلةٍ وبسمة .. بعينين دافئتين ونبضٍ متلهّف .. فحبُّك - يا طفلتي الأثيرةَ - يُبقيني آدميّا.
At Sunday, August 17, 2008, Hussam Zeyada
سلام عليكم يا دفعه
بالله وحشتنى جدا ووحشتنى مصر ووحشنى كلامك اللى دلوقتى فهمته
اول مره احس كلامك اللى كله مشاعر حيه دلوقتى
بس للاسف ده بالنسبالك انت بس
طبعا انت فاهمنى
انما قولى يا ترى قدرت تشيل البندقيه ولا لأ؟؟؟؟؟؟
وغربة الحبس اخبارها ايه قصدى غربة الجيش
انا عن نفسى بقول الغربه كربة
ولولا الحج والعمره لشاورت نفسى فى الرجوع
وعاوز اعرف مين صديقك اللى انتى بتعانده ومش عاوز تعيط عشانه
على العموم وحشتنى كتيييييييييييير وبإذن الله ادعيك فى الحرم
سلام
At Wednesday, September 10, 2008, syzef
لست متابعا لمدك منذ زمن بعيد..ولا أدري حجم خسارتي لذلك..ولكني أزعم أنها بحجم تأخري عن متابعة مدونتك الذي طال علي ما أعتقد
استفزني هجاؤك للكتابة لكني جئت متأخرا فلم أستطع الرد..ورغم اختلافي مع أغلب ما سردت في هذا البوست الذياستمتعت بمتابعة تحليلك وبعض ردود أصدقائي المقربين وسعدت بالتفاعل داخل البوست..ردني اليوم حنيني لتفاعل جديد يكسر غربتي وسط صحراء ازعم ان صحراءك تلك وحنينك الذي تكلمت عنه وابدعت في وصفه لحد ليس بالبسيط لايطاول غربتي ولا حنيني
الجفاف والصفرة وملابس الجيش الباهتة وجوه الأكثر جفافا لم يمنع ابدا رقتك وشفافيتك من الظهور بقوة
انا تفاعلت بشكل كبير مع بوستك لدرجة اني قريته مرتين ودي مبتحصلش غالبا ف بوستات كتيرة حتي لو كانت قوية..لكن قبوعي في جو صفراوي اكثر من جوك واحساسي بالغربة اكثر منك هو ما جعلني اتماس معك ومع بوستك الذي اشعلني
دركُ الآن - عن تجربةٍ - ما تعنيه الأفراحُ الصغيرةُ في أوقاتِ الجدب، و أدركُ - على الأخصِّ - قدرتَها الدافعةَ للاستمرار في حياةٍ لا لونَ فيها سوى الأصفر، و لا طعمَ فيها سوى العطشِ، و لا رائحةَ فيها سوى العَرق...
أقسى ما في الغربة - رغمَ جفافِ الأيام - هو الغربةُ ذاتُها يا فاطمة يا غرامي البعيد...
فحبُّك - يا طفلتي الأثيرةَ - يُبقيني آدميّا
جملك هذه لم اكن اول مرة اسسمعها..بل اني قلتها نصا قبل ذلك
تفاعلت بشكل هزني شخصيا مع مدونتك ومع بوستك هذا تحديدا
علي فكرة يافركيكو لو كنت ف مصر حاليا كنت هقابلك بجد لان بيننا ما نحكيه عن احاسيس الغربة وطعم الشيشة المختلف عن شيشة الحداثيين
علي فكرة في شيشة اروع بكتير من اللي حكيت عنها كانت في معبدنا العظيم الذي لو كان موجودا الي الان لاصطحبتك اليه بعد عودتي للوطن بكل ماتحمله كلمة وطن من معان ارضا كان ام فاطمة
تحياتي جدا جدا
اسف للاطالة
At Thursday, September 11, 2008, ayman_elgendy
أزعم الان اني اكثر من شعر بخلفياتك ووعيك الذي انساب منه هذا النص الرهيف ....مثلك مررت بتجربة مماثلة ولعلها اكثر شعشعة تحت شمس يوليو الحارقة ولكن في كلية الضباط الاحتياط منذ ما يقرب العامين
أرقد .... عمَمَمَمَر ....عندما تكون جاهز اشتبك ....ومن حولك مرتزقة صف الضباط يدفعون في قلبك رجفة خوف لم ولن تستشعرها الا في تلك التجربة الفريدة التي بأذن الله لن تترك بداخلك أكثر من مزيد من الحكمة والصوفية والكثير من التماهي حول مفهوم الولاء والمواطنة
أفهم من تجليات نصك أن هنالك عبلٌ تنتظرك وهذا اكثر من رائع .....الحب يجعل من ايام الغربة ايام لها شجنها المعسول
أدركُ الآن - عن تجربةٍ - ما تعنيه الأفراحُ الصغيرةُ في أوقاتِ الجدب، و أدركُ - على الأخصِّ - قدرتَها الدافعةَ للاستمرار في حياةٍ لا لونَ فيها سوى الأصفر، و لا طعمَ فيها سوى العطشِ، و لا رائحةَ فيها سوى العَرق :)) عن تجربة يا صاحبي ... عن تجربة أتفهمك جدا
كل عام وانت في خير حال واحبائك واسرتك الكريمة
At Monday, September 15, 2008, Muhammad
موني باشا
اقول ايه بس
يا ست الكل متشكر جدا ع السؤال المتكرر ده. بايني وحشتك بجد
:p
كل سنة و انتي طيبة و بتفوتي في الحديد
:D
يا رب تكون المذاكرة كويسة و صيدلة مجابتش اخرك .. انتي امل مصر يا دكتور
;)
ما دام البوست عجبك يبقى يستحق جايزة نوبل .. معلش بقى اصلي بقالي كتير معملتش شويتين البكش عليكي
:p
رمضان كريم يا دفعة .. يووه .. قصدي يا دكتور
:)
At Monday, September 15, 2008, Muhammad
محمد صبحي
مالك يا عم داخل برجالتك علينا كده ليه
و ايام سودا مين و الناس نايمين. ده حتى الجيش حلو
(كداب فـ اصل وشي)
نوال السعداوي ايه بس في الايام المفترجة دي! يا راجل افتكرلنا صينية كنافة احسن
:)
بنات مين اللي يروحوا الجيش يا جدع؟ امال الأسود اللي زينا يحموا مين؟
شفت أسود دي؟
:D
صدقني هتحس بفرحة لما تبقى واقف خدمة في الصحرا فـ عز التلج و انت عارف ان امك/اختك/مراتك/حبيبتك نايمة فـ سريرها فـ امان
(الله على بق الحنية ده)
:D
مش فاهم ايه الابتسامة العريضة اللي بعد سؤالك عن الصيام دي. صايم يا عم و الحمد لله. بعون الله نصوم في الحر و البرد و سيبيريا كمان. و الا انت فاكر ايه ياد انت ياد انت ياد؟
:D
كل سنة و انت صايم و طيب يا فالح
برطمة: قال نفطر قال
:)
At Monday, September 15, 2008, Muhammad
ابو حمزة
و عليكم السلام يا مغترب
:D
سبحان الله. جه علينا الوقت اللي وسيلة تواصلنا الوحيدة تبقى تعليقات المدونة. اللهم لا اعتراض
واحشني ياد و واحشني الرغي معاك. مش لاقي حد اسأله فـ فقه الصيام من بعدك يا بعلي
:D
اول مره احس كلامك اللى كله مشاعر حيه دلوقتى
بس للاسف ده بالنسبالك انت بس
طبعا انت فاهمنى
لا و الله يا جدع مانا فاهمك. بس شكلك لو شرحت هتشردلي. خليها فـ سرك لما ربك يجمع الشمل
:D
قدرت اشيل البندقية و الا لا؟!!! خسئت. دي فكرتك عني ياد؟ مش عاوز اقولك شلتها بصف الظابط اللي ناولهالي كمان، لحسن مش هتصدق
:D
يا سيدي ربنا هيهونها ان شاء الله و هيفوتوا زي ما فاتت سنين غيرهم. اجمد يا جدع. عاوزينك ترجع بشنطة مليانة ريالات و دراهم و دولارات و دهب و ياقوت و الماظ
:D
هيكون مين غير وائل؟ ابن الـ ... كان شمتان فيا و بيقول مش هستحمل و هنتحر بحقنة مية مجاري. الاهبل ميعرفش ان الجيش مفيهوش مجاري من اصله
:D:D
ان شاء الله ربنا هيكرمه و يلبس 3 سنين ظابط احتياط. و هنشوف ساعتها مين اللي هينتحر ضربا بالبيادة
:D
متنساش دعوة الحرم دي. و اظن انت عارف هتدعيلي بإيه. بس اوعى تنسى تدعي ربنا يلم شملي انا و اللي فـ بالي. فاهمني طبعا
هسكت بقى لحسن الموضوع قلب على جواب
:)
ترجع بالسلامة ان شاء الله يا حسام
ترجع بالسلامة يا صاح
At Monday, September 15, 2008, Muhammad
سيزيف
مش عارف اقولك ايه. بس تعليقك اجبرني - كذلك - على اعادة قراءته اكثر من مرة. و لازم - و ان بدا الامر روتينيا - اشكرك على رقة كلماتك
ربما سلّمت معك أن غربتي لا تطاول غربتك. لكنني - بالتأكيد - لن اسلّم معك ان حنيني لا يطاول حنينك. كده ممكن تعملّي مشاكل يا عم
:D
بالنسبة للشيشة هعتبر ان ليا عندك عزومة على حجرين طال الزمن او قصر. حتى لو كانت بعد ما ترجع للاستقرار في مصر، هفضل فاكر. هو الواحد بيلاقي عزومة كل يوم؟
اعذرني ان لم يكن ردي على مستوى جمال تعليقك. لكن - و لعلك تصدقني - مخي بدأ يعلوه الصدأ
:)
تحياتي لك، و لفهمك، و لتقديرك لما اتحدث عنه
عدتَ سالمًا و رمضان كريم
At Monday, September 15, 2008, Muhammad
أيمن
من بعد ما دخلت و انا بقيت بحترم اي حد قضى خدمة عسكرية. اهلا برفاق البورش
:D
حاجة تفرح برده انك تلاقي حد عاش نفس التجربة و عارف انت بتقول فـ ايه، لحسن العالم اللي مشافوش الميري دول مهما تقولّهم مش هيعرفوا القصة بجد شكلها عامل ازاي. ناس عايشة فـ مية البطيخ يا جدع
:D
أرقد .... عمَمَمَمَر ....عندما تكون جاهز اشتبك ....ومن حولك مرتزقة صف الضباط يدفعون في قلبك رجفة خوف لم ولن تستشعرها الا في تلك التجربة الفريدة
ده انت شايل فـ قلبك اوي يا جدع
والكثير من التماهي حول مفهوم الولاء والمواطنة
كنت اود لو تستطرد في شرح تجربتك الخاصة المتعلقة بهذه النقطة
قد يكون لأيام الغربة شجنها المعسول، لكن لأيام الشمل الملموم عسلها المصفى
:)
كل سنة و انت طيب يا حضرة الظابط، و تحية عسكرية واجبة (و مستحقة) مع هبد الرجل اليمين
ان شالله ما حد حوش
:)
الله عليك
بس كده
:)