الحياةُ كالجنس، لا يصلح للحديث عنه ولا يصلح للمشاهدة. الجنس يُمارس ويُعاش .. وكذلك الحياة.
قليلٌ من الأدباء مَن يعتبر الكتابةَ وسيلةً يعيش بها حياتَه، لا غايةً في ذاتها. وكثيرٌ منهم مَن تشكك في قيمة الكلمة، وربما المعرفة على وجه العموم.
في كتابه القيّم (الشعر العربي المعاصر)، يطرح الناقد الدكتور عز الدين إسماعيل هذا التساؤل: ولا شك في أن تحصيل المعرفة متعة في ذاته، ولكنك قد تصل إلى مرحلة لابد أن تلقي على نفسك فيها هذا السؤال "ثم ماذا؟"
ثم ماذا بعد أن تقرأَ آلافَ المجلداتِ وتسفحَ نفسَك كتابةً فوق بياضِ مئاتِ الصفحات! يشبه الأمر ما حكته لنا إحدى القصص القديمة عن ديوجين حين سأل الإسكندر الأكبر وقد رأى ولعه بالفتوح والانتصارات:
- ماذا تريد أن تفعل؟
- أغزو فارس
- وبعد فارس؟
- أغزو مصر
- وبعد مصر؟
- أغزو العالم
- وبعد غزو العالم؟
- أستريح وأستمتع
ليسأله ديوجين: وماذا يمنعك من أن تستريح وتستمتع الآن؟
يعرف الكاتبُ نفسَ هذا الشبق الذي عرفه الإسكندر للفتوحات على مستوى القراءة/الكتابة/المعرفة ليقضي عمره ككلبٍ يشم روائحَ صيدٍ فيتبعُها على طريقة فاوست، حتى يُفاجأ ذات شتاءٍ بسنواته التي ولّتْ ولمّا يعرف الحياة.
يشق بطونَ الكتب بحثًا عن إجابةٍ لتساؤلاته ونشدانًا للمعرفة واليقين، إلا أنها لا تمنحه سوى الحيرة كما نجد في مقطع القديس - لصلاح عبد الصبور - الذي يستيقظ ذات صباح فيدرك حكمته التائهة في ارتعاشات البشر والأحياءِ بعد أن أحرق كتبَه:
وذات صباح
رأيتُ حقيقةَ الدنيا
سمعت النجمَ والأمواهَ والأزهارَ موسيقى
رأيت الله في قلبي
لأني حينما استيقظتُ ذات صباح
رميتُ الكتب للنيران، ثم فتحتُ شباكي
وفي نفس الضحى الفواح، خرجتُ لأنظر الماشين في الطرقات، والساعين للأرزاق
وفي ظل الحدائق أبصرتْ عيناي أسرابًا من العشاق
وفي لحظة
شعرتُ بجسمي المحموم ينبض مثل قلب الشمس
شعرتُ بأنني امتلأتْ شعابُ القلب بالحكمة
شعرتُ بأنني أصبحتُ قدّيسا
وأن رسالتي .. هي أن أقدسكم
وليس قديس صلاح أولَ من يرمي بالكتب إلى النيران كُفرًا بقيمتها وقيمةِ المعرفة أو ضنًّا بثمرات قرائحه أن تُلقى أمام دهماء الفكر. فقد سبقه إلى ذلك أبو حيان التوحيدي الذي يقول: وشقَّ عليّ أن أدعها لقوم يتلاعبون بها، ويدنسون عرضي إذا نظروا فيها.
ومنهم أبو عمرو بن العلاء الذي دفن كتبه في باطن الأرض، وداود الطائي الذي طرحها في البحر، وسليمان الداراني الذي جمعها في فرن وأحرقها ثم قال: والله ما أحرقتك حتى كدتُ أحترق بك، وغيرهم.
يشبه موقفُ قديس عبد الصبور موقفَ فاوست كما صوره جوته، إذ يقول:
استوعبت علوم الفلسفة والفقه والطب جميعا، وتعمقت واحسرتاه في دراسة اللاهوت، وأنا المفتون المسكين - رغم هذه المعرفة المكتسبة بعرق الجبين - لا أبرحن جاهلا كغابر عهدي. حملت لقبي الأستاذ والدكتور، وأمضيت عشر سنوات في غير كلال أتابع محاضراتي في المعرفة، وأقود تلاميذي من أنوفهم ندور في حلقة مفرغة على دروب متعرجة وقويمة، وأعرف جيدا أن الجهل مصيرنا. يخال لي أني تفوقت على الآخرين جميعا، ولكنني بالمقابل حُرمت بهجة الصفاء والسرور. إن الكلب ليعاف مثل هذا العيش.
حتى يكونَ في حياته ما يشبه المنحنى الشخصي فيلتقي هيلين التي يطل من خلالها على الجانب الحسي والتجارب الحيوية، لتبدأ النشوةُ في الإشراق.
إنهما - قديس عبد الصبور وفاوست - يشتركان في إيمانهما بـ "إفلاس العقل الخالص، ووجوب إغناء المعاني الإنسانية عن طريق غنى المشاعر، والغوص في تجارب الحياة لتظهر روح الإنسانية سامية في طبيعتها الخالصة بفضل عمل الخير، لا عن طريق البقاء في نطاق التفكير المجرد"، بعبارة الدكتور محمد غنيمي هلال.
هذا الغوص في التجارب الحسية هو ما يحدثنا عنه ألبير كامو حين يتصدى للدون جوان كواحد من أبطاله الأبسورديين. فبينما يرى في فاوست شيطانا فكريا، يرى في دون جوان شيطانا حسيا يكرر التجربة ويعيش العمر في امتلاء.
وقد سبق لصلاح أن حمل على الكتب والتفكير المجرد في قصيدتيه السلام، وموت فلاح:
كنا على ظهر الطريق عصابةً من أشقياء
متعذبين كآلهة
بالكتب والأفكار والدخان والزمن المقيت
طال الكلام .. مضى المساءُ لجاجةً .. طال الكلام
وابتل وجهُ الليل بالأنداء
ومشت إلى النفس الملالةُ، والنعاسُ إلى العيون
وامتدت الأقدامُ تلتمس الطريقَ إلى البيوت
وهناك في ظل الجدار يظل إنسانٌ يموت
والكتبُ والأفكارُ ما زالت تسد جبالُها وجهَ الطريق
وجهَ الطريق إلى السلام
فبينما يلغط الشاعر ورفاقُه بالفلسفة الميتة، ينشغل الفلاح بصنع الحياةِ في التراب:
لم يكُ مثلَنا يستعجل الموتا
لأنه كل صباح كان يصنع الحياةَ في التراب
ولم يكن كمثلنا يلغط بالفلسفة الميتة
لأنه لا يجد الوقتا
ربما هذا التناقض هو ما دفع بأديب كبير كتوفيق الحكيم إلى أن يعلن في أكثر من مناسبة شكَّه في قيمة ما كتبه، وأن يبدي رغبتَه عقب حرب أكتوبر 1973 في أن يشارك في المعركة ولو بعمل يدوي بسيط يتجاوز به الكلام غير المجدي، كما يقول أدونيس.
لكن الأمرَ يقف فقط عند حدود التمني، فجرثومةُ المعرفة/القراءة/الكتابة حين تتمكن من الإنسان فإنها تجري منه مجرى الدم فلا يجدي معها تطعيم أو تحصين، أو كما يقول عبد الصبور: وليس ثَمَّ من رجوع.
هذه الجرثومة التي تتسلل حين لا يستطيع الكاتبُ أن يعيش أيامه حياةً، فيقضيها تأملا:
كلونِ أيامي التي ما اسْطَعْتُ أن أعيشَها حياة
فعشتُها تأملا
فليلُ الكتابةِ والتأمل لا يعرفه سوى مَن فقد نهارَ الحياة وعنفوانَها:
الليلُ ثوبُنا، خباؤنا
رتبتُنا، شارتُنا، التي بها يعرفنا أصحابُنا
"لا يعرفُ الليلَ سوى مَن فقدَ النهار"
هذا شعارُنا
يسافر شاعرُنا شرقًا ويعود بشيء من الحكمة كسندباد أوغل - حتى مانيلا - وعاد، ليُرَسِّخَ ما أشار إليه في مقطع القديس، فمانيلا لم تعطه التذكارات، بل:
أعطتني أن الفم لم يُخلق إلا للضحكِ الصافي الجذلان
أعطتني أن العينين
مرآتان يرى في عمقهما العشاقُ ملامحَهم
حين يميل الوجهُ الهيمانُ على الوجهِ الهيمان
أعطتني أن الجسم البشري
لم يُخلق إلا كي يُعلن معجزته
في إيقاع الرقص الفرحان
درسٌ عرفته روحي بعد فواتِ الأزمان
بعد أن انعقد الفم بضلالاتِ الحكمةِ والحزن
وأرخى ستر القلق الكابي في نافذة العينين
وتصلبَّ جسمي في تابوتِ العادةِ والخوف
بعد أن احترقتْ أو كادتْ بهجةُ عمري
إذ رمت الأيامُ رمادَ حياتي في شعري
نحن الآن بصدد الإجابة عن هذا السؤال:
من الأحق بأن يُدعى معلما ورائدا، أو شيخا واصلا كما يقول الصوفيةُ المسلمون.
أهو ذلك الذي قرأ وتثقف، وأنفق الليالي البيضاء في ضوء مصباحه الشاحب، وتعذب بإلقاء الأسئلة التي لا تُعطي جوابا إلا الحيرة.
أم هو ذلك الذي أحب الحياة والأرض والبشر، وجرّب كل شيء وترك كل شيء يجربه؟
والسؤال أيضا بلغة الإغريق الأقدمين:
هل نعيش في حياتنا عاقلين حكماء على شِرعة الإله أبوللو، أم نعيش بين مجاذيب الإله ديونيزيوس؟
خاتمة: لا تبكِنا يا أيها المستمعُ السعيد
فنحن مزهوون بانهزامِنا
فاوست - جوته
الناس في بلادي - صلاح عبد الصبور (شعر)
أقول لكم - صلاح عبد الصبور (شعر)
أحلام الفارس القديم - صلاح عبد الصبور (شعر)
تأملات في زمن جريح - صلاح عبد الصبور (شعر)
الإبحار في الذاكرة - صلاح عبد الصبور (شعر)
رحلة على الورق - صلاح عبد الصبور
كتابة على وجه الريح - صلاح عبد الصبور
شعر صلاح عبد الصبور الغنائي - د/ أحمد عبد الحليم
قراءة ثانية في شعر صلاح عبد الصبور - د/ أحمد عبد الحليم
الشعر العربي المعاصر - د/ عز الدين إسماعيل
الأدب المقارن - د/ محمد غنيمي هلال
ألبير كامي - عبد المنعم حفني
دراسة قيمة عن لمحات من ثورةٍ على أحد محاور العشق : الكتابة
لمحاتٍ عن ثورةٍ ضد أحد ينابيع الحياة الصفية
نعم الكتابة و القراءة نبع من ينابيع الحياة ، و ليسا ضداً لها كما راق لهم فمارسوا هواية الترفع حتى عن الكتابة و القراءة و الثقافة
هذا الينبوع السري ليس لملء العقل و اللسان ، و ليس صاروخا يطلقك في فضاء التهاويم العقلية و الفلسفة الميتة
تساءلنا جميعا و نتساءل بين الحين و الآخر عن الجدوى
نثور
و نترفع حينا عن ما يشكلنا
و قد نرفضه مولين إياه ظهرنا في غضب ، معتقدين أننا بذلك نولي وجهنا شطر الحياة
أذكر جيدا أن سطري الشعري المفضل الذي نقشته على يومياتي من عدة سنين ل صلاح عبد الصبور ، و الذي اعتقدته حينها معبرا عني ، هو هذا السطر الشعري نفسه :
"
حتى ضجيج الطرقات
ينحلُّ إيقاعاً رماديَّا رقيقا
كلون أيامي التي ما اسطعتُ أن أعيشها حياة
فعشتها تأملا"
ثورة
غضب
تعتقد أنك تسعى باتجاه الحياة
فإذا بك تموت ببطء
تفقد متعتك
وجودك كإنسان قادر على التساؤل و على السعي تجاه حقيقته
تفقد ما يحفظ لك توازنك في الحياة
و ما يضيف لها هي نفسها
تحاول تنصلا من تكوينك
فتجدك ملمحا باهتا لا معنى له
" اقرأ تجد
اكتب تكن
و إذا أردت القول فافعل "
و إذا أردت ممارسة تلك الجرثومة التي تتسلل كعرض جانبي لعالمنا / جرثومة الترفع
فافعل
ترفع عن عالمك و تكوينك و حقيقتك كما ترفع عليها هؤلاء بعد ممارستهم الترفع عن الحياة من قبل
لتجد نفسك لامنتميا أصيلا لا إلى الحياة و لا لذلك النبع منها
الحياة ليست في الجهة الأخرى من منحنى الكتابة / القراءة / الثقافة
بل هو تفاعل و حميمية و تواصل يصنعونا في النهاية
الكتابة أحد ألوان اكتشاف الحياة و ممارستها
و بالمناسبة
أكثر ما هزني بعنف و أبكاني يوما بينما أقرأ عن حملات التتار
لم يكن كل هؤلاء الذين قتلوا بطريقة بشعة
أو كل البلدان التي احترقت
فقط ... تلك الصورة البشعة للكتب و هي تُرمى في النهر حتى اتملأه و تسير فوقها الخيول
هذه الكتب هي نحن / البشر / هي ما يبقى منا حقا ، و يجعل لوجودنا أثرا و معنى
و لحقتنا اتصالا و تقدما
At Saturday, June 14, 2008, Muhammad
شغف
كنت أعرف أن أحد مريديها (الكتابة/القراءة/...) سيهبّ للدفاع عنها
:)
لون الخط عامل مشكلة بجد فـ القراية؟
لو بجد، اغيره حاضر
---
بداية أكرر: قليل من الكُتّاب من يمارس القراءة كفعل حياة
و بعد
يا من يدل خطوتي على طريق الدمعة البريئة
يا من يدل خطوتي على طريق الضحكة البريئة
لك السلام
لك السلام
أعطيك ما أعطتني الدنيا من التجريب و المهارة
لقاء يوم واحد من البكارة
لا شك - عندي - أن القراءة و المعرفة مما أعطته الدنيا لعبد الصبور من تجريب و مهارة. لا شك - عندي - أنهما من أسباب فض بكارته و ذهاب عذريته. لا شك - عندي - أن دمعات (الذي يعرف) و ضحكاته تفتقد البراءة التي يتمناها صلاح
و ضحكهم يئز كاللهيب في الحطب
**
كأن ضحكا فاترا يلتف كالطحلب في الفكين
**
و يخشخش في ذيل الضحكات المرسل
صوت كتكسّر قشر الجوز المثقل
**
رنت في ذيل الضحكات
نبرات بكاء
**
كنا قد أتممنا دور الضحك المفضي للدمع
**
أراه فجأة إذا يمتد وسط ضحكتي
**
يتآلف ضحكي و بكائي مثل قرار و جواب
هذه بعض السياقات التي يرد فيها الضحك عند عبد الصبور. ضحك هو أقرب إلى البكاء
أما الضحك الصافي الجذلان فنجده عند زهران الذي - ربما - لم يستطع "فك الخط"، فقد "كان ضحّاكا ولوعا بالغناء". زهران الذي يصفه صلاح في نهاية القصيدة بصديق الحياة. زهران الذي - ربما - لم يسأل الله قط أن يعطيه القدرة حتى يبتسم، كصديقنا أمل دنقل، رغم أن معطيات واقع زهران/أيّ زهران و معطيات واقع أمل دنقل قد تكون واحدة
يزرع الفلاح و يقلع، و يشاهد الحياة تنبت من التراب و تعود بعد شهور الجفاف. قد تقسو فيعرف حزنا ثقيلا و عميقا لكنه - الفلاح - فيما أتصور لا يعرف الحزن اليائس الذي نطالعه عند (من يعرفون). عند من تسنّى لهم قراءة الجامعة بن داود و مَن بعده من فلاسفة العدم
لا أتصور فلاحا أو عاملا بسيطا و قد كانت خلاصة رحلته عبارات مثل: "قبض الريح" و "حصاد الهشيم" كالمازني، اللهم إلا إن قصداها على المحمل الديني و ليس عن هذا نتحدث
لكن حتى عند تناول الأمر من جانبه الديني، فإيمان البسطاء بما عند الله و بأن الآخرة خير و أبقى يسلمهم إلى نوع من الرضا و هدأة الجنب. الرضا و هدأة الجنب اللذين يقرر صلاح في مطلع "الظل و الصليب" فقدانهما جنبا إلى جنب الضحك و اليقين
صحيح أن القراءة قد تجيب تساؤلات الإنسان و تساعده في معرفة ذاته، لكنني أتشكك أصلا في مردود ذلك و عائده. ليت سقراط لم يقل: اعرف نفسك
عرفنا ظواهر الطبيعة و غزونا الفضاء و شرّحنا جسم الإنسان و الحيوان و النبات و غصنا في النوازع و العقل الباطن و توصلنا - بألمعيتنا - إلى الماء الثقيل و القنبلة الهيدروجينية. كيف لنا الآن - و قد عرفنا كل ذلك - أن نستمتع و نستريح و نعرف البراءة و البكارة؟ إن ما رأيناه - كما يشير صلاح - كان رائعا و واسعا و مخيفا. إن ما رأيناه قد أفقدنا النوم و اليقين و الحب. هذا ما تدين به البشرية لأينشتاين و فرويد و داروين و نيتشه و ... إلخ
حتى على مستوى الكتابة نفسها قد تغير شكل الناتج، فقد افتضت مثل هذه الاكتشافات و المعارف بكارة علي الزيبق و الشاطر حسن و الأميرة بدر البدور و دون كيشوت (الذي لم يقصد سيرفانتس - على الأرجح - ما نخلعه عليه من تعقيدنا المعاصر) لنرى روائيا ككافكا يصحو بطله صباحا و قد استحال صرصورا. هذا ما جنيناه من المعرفة، فشابه مصيرُنا مصيرَ أوديب - الذي أراد أن يعرف - فانتهت القصة بفقأ عينيه .. نافذتيه على الحياة
يكتب سعيد "ليلى و المجنون" آخر أشعاره تحت عنوان: يوميات نبي مهزوم يحمل قلما ينتظر نبيا يحمل سيفا، لتلتصق الهزيمة بالنبي الذي يحمل قلما في مقابل النبي الذي يحمل سيفا و الذي هو منتصر بالطبع، ثم إنه لا ينسى حين يرسل له مكتوبا في نهاية المسرحية أن يضيف حاشية تقول: لا تنسَ أن تحمل سيفك، ذلك أن ما يملكه النبي الذي يحمل قلما
لا يطعم طفلا كسرة خبز
لا يسقى عطشانا قطرة ماء
لا يكسو عري عجوز تلتف على قامتها المكسورة
ريحُ الليل
دعيني أزعم أن طول القراءة يورث الإنسان طبعا هاملتيا. و هاملت الذي أقصده هو هاملت المثقف الذي شلّته كثرة التأمل عن الفعل كما رآه البعض. هاملت الذي صارت المعرفة أحد مصادر حزنه و حائلا بينه و بين الصفاء، لا نبعا له
يقول محمد إبراهيم أبو سنة
يا شيخي الفاهم
ماذا قالت كتبك غيرَ الوهم
لم تنبئني الأوراق
في أي الآبار المنسية في الصحراء
يرقد مفتاح العالم؟
يا شيخي الفاهم
حين خرجتُ لأول غزوة
جبنت كتبك
أخفت أوجهها الكلمات
و لأنك ما علَّمت حسامي الطعن
لم يسفك سيفي غيرَ وريدي
ضحك شهودي
خانتني مقدرة الأقدام
في الخطوات الأولى
لكني حين لجأت لزاد الأعوام
خرج هواء أصفر
من جوف كنانة حكمتك البلهاء
يا شيخي الفاهم
خدعتني القدم مع الساعد
خدعتك على البُعد الألوان
ليس الإنسان المكتوب لديك هو الإنسان
At Saturday, June 14, 2008, LAMIA MAHMOUD
انا جيت يا بكغوتي
صباحنا وصبح الملك لله .. لسة انا قايمة عاملالي كوباية الشاي بالنعناع وقلت اشوفك اخر حاجة حتقولها اية
لقيتك خرجت من المناقشة في الحوار ده بس لكتابته
هو احنا مش اتكلمنا في ده قبل كده ولا جالي زهايمر
على ما افتكر اني قلتلك خلي حد غيرك يقول الابقاق دي يا بتاع المنسي قنديل
المهم ندخل في الموضوع
______________
الحياةُ كالجنس، لا يصلح للحديث عنه و لا يصلح للمشاهدة. الجنس يُمارس و يُعاش .. و كذلك الحياة.
طب ما تعيشها اية اللي مانعك اوعى الهي يكرمك تقولي كثرة الثقافة والبلا بلا بلا كلولك دماغك ومبقتيش عارف تعيش
بس على فكرة الحياة كحياة الاخرين تصلح للمشاهدة اما حياتك انت فعليك ان تعيشها يعني ميكس يا فندم
وماذا يمنعك ان تستريح وتستمتع الآن؟
عايز تقنعني ان الاسكندر كان عاجز انه يقوله ما انا بستمتع بفتوحاتي وانجازاتي في حد ذاتها
زي كده ما حضرتك وانا على يقين بتستمتع بكتبك و كتابتك
يعرف الكاتبُ نفسَ هذا الشبق الذي عرفه الإسكندر للفتوحات على مستوى القراءة/الكتابة/المعرفة ليقضي عمره ككلبٍ يشم روائحَ صيدٍ فيتبعُها
انك تملك شبق نحو شيء ما في حد ذاته دي متعة ولا انت تفضل تكون اخر من الاخرين يا بكغوتي
كله من النيو لوك اللي انت عملته
بصبقى عشان انا زهقت الغلطة هنا لا في كتاب ولا في كاتب .. الغلطة في شحصية الكاتب اللي معرفش يلعبها صح
في اشخاص اعتبروا القراية نوع من الهروب والكتابة وسيلة لخلق حياة اخرى لم ولن يعيشوها على ورق
وفي اشخاص اعتبروا القراية متعة والكتابة عرض لما عاشوه على الورق .. رسم لوقائع حياتية يا فري
حسبن الله نعم الوكيل ويقولي انا اللي سوداوية
شكلي انا اللي حناولك
:)
عمت مساء يا سيدي
At Saturday, June 14, 2008, عين ضيقة
ثم ماذا ؟ بعد قراءة آلاف الكتب وكتابة العشرات ، ثم ماذا؟ سؤال ربما يحيرنا للوهلة الأولى لكنه يضطرنا للبحث عن إجابة
على المستوى الشخصى : نجد الكاتب فى حاجة للشعور بذاته كما كل فرد منا أديبا كان أو لم يكن ، فهل هناك ماهو أكثر اسعادا لأديب من زلزلة القارىء حين يطالع أدبه، هذه الزلزلة التى تستتبع تغييرا اجتماعيا ونفسيا فى المتلقى خاصة إذا كان الأديب صاحب توجه ورؤية ليست بفارغة ، وهذا يأخذنا الى إجابة عن سؤال مافائدة ما قد يكتبه؟ وهل مايكتبه بفاعلية فلاح صلاح عبيد الصبور مثلا كما تساءل صلاح نفسه؟
يرى صلاح أن الفلاح يصنع حياة كل صباح ، وهل لم يصنع صلاح حياة بكلماته؟
لن أطرح عليك سؤالا وأفر بل دعنا سويا نبحث عن إجابته الواحدة
حين نطالع أعمال عبدالصبور وخاصة المسرحية نجده أكثر من مفرغ لمشاعره على ورق ، نجده مؤرخا وناقدا سياسيا واجتماعيا وموجه للحاكم ومحرض للشعوب ، فهو يقف بوجه طغاة العالم فى (مسافر ليل) ويندد بديكتاتورية عبدالناصر _ من وجهة نظره _ فى ديوانه( تأملات فى زمن جريح )و ( الناس فى بلادى ) خاصة قصيدته (عودة ذى الوجه الكئيب ) ، ويحقر ممن يستسلم للظلم حتى لو كان الثمن هو الموت دفاعا عن شرفه وحقه فى ( الأميرة تنتظر )هو هو صلاح عبد الصبور نفسه شاعرا لا ينفصل عن الحياة والواقع بل هو غارق فيهما حتى نخاعه ، فهو لايسعى لشىء أسمى من إعلاء شأن الانسان بمن فيهم فلاحه وقديسه ، فهاهو فى (بعد أن يموت الملك ) ينبهنا الى مافعل عبد الناصر حين منع الشعب من الحكم والحياة الديمقراطية ثم رحل بموته وتركهم فى ظلمات لا يبصرون ، فهم لايعلمون كيف جرى الأمس حتى يصنعون غدا أفضل ، ترى .. هل كان صلاح منغلقا على نفسه يحيا حياته على الورق فقط ليكتب كل هذا ؟ أم أنه كان غارقا فى الحياة الفعلية وبين الناس حتى نضحت نفسه بهمه وفكره واسّاقط إبداعا فى شعره؟
ليس صلاح مثالا وحيدا وليس بمجتمعنا فقط هو من يقر حقيقة أن الأديب لا ينفصل عن الحياة بل يجسدها ويواجهها كأحسن مايكون وأنبل ما يكون وأشرس مايكون أحيانا
فنحن نطالع مسرحيات إليوت نجده ليس ببعيد عن صلاح _ وتأثر صلاح بإليوت لا يخفى على أحدنا _فكلاهما همهما الأول هو الإنسان وكلاهما يضرب الساسة بكلماته حتى إن ضُرب بسياطهم ، هل كان إليوت هو الآخر حيا فى ورقه فقط حين كتب ( الرجال الجوف ) أو ( جريمة قتل فى الكاتدرائية )؟
وهل كان توفيق الحكيم غير عابىء بالأوضاع الاجتماعية والسياسية التى تؤثر فى عالمه حين كتب ( ياطالع الشجرة ) و ( الدنيا رواية هزلية ) و ( بيت النمل ) ؟
وهذا حال الجميع فأمل دنقل فى ( سفر التكوين ) يبحث عن سبب اغتراب المواطن العربى فى بلده ، ويونسكو فى ( الكراسى ) يبحث خلف ضياع الكرامة الانسانية وسيطرة الخوف على الشعوب ، ويوسف ادريس فى ( العسكرى الأسود ) و ( الحرافيش ) حين يحرض الانسان على الثورة على قمعه واستعباده ، هل كل هؤلاء كانوا بمعزل عن الحياة ، لا وزن ولا ثمن لما كتبوه ؟
أظنك جاوزت حد الظلم
فهم أنفسهم وإن كانوا يتساءلون عن قيمة ماكتبوه ، نحن نخبرهم بقيمة كلماتهم ، الأكثر ملاحظة من ذلك مناقضتهم أنفسهم ، فصلاح نفسه كمثال _ لأنه محور حديثك _ حين كان يبحث عن سيف عادل وحاكم قادر كان لا يجد سوى الشاعر أو المثقف والأكثر حكمة فهو الحلاج فى ( مأساة الحلاج ) وهو الشاعر فى ( بعد أن يموت الملك ) و ( ليلى والمجنون ) و ( الأميرة تنتظر ) و ( مسافر ليل )
هو هو نفسه يعلى من قدر وقيمة الكلمة وأصحابها الذين يقضون عمرهم كله فى القراءة والاطلاع والبحث والتثقف ، ويجده خلاصا وبديلا مكافئا بل أسمى
هكذا لسنا مضطرين الى إجابة سؤالك الأخير لأنه لا انفصال بين أن أعيش فى الحياة ثم أشكل بها أوراقى لأصوغ الحياة مرة أخرى من كلمى
At Sunday, June 15, 2008, Muhammad
لميا
صباح المياصة
:D
مانتي عارفة اني مقدرش اكتب حاجة قبل ما اناقشها معاكي و اخد اذن الانطلاق .. إلخ كلام البكش
ثم حد غيري يقول الكلام ده ليه؟
صدقيني انا اولى
هو حاجة جابتني ورا غير الشعر و معرفة فرسان الكلمة اللي زي حضرتك
يا شيخة بلا بتاع بأه
كثرة ثقافة ايه بس
انا يادوب بفك الخط، و ساعات بيعصلج و ميرضاش يتفك
خلي الطابق مستور
طب ما تعيشها اية اللي مانعك
إليكِ ما قال صلاح ردًّا على ذلك
يا هذا المفتون البسّام الداعي للبسمات
نبئني ماذا أفعل
فأنا أتوسل بك
هل أغمس عيني في قمر الليل
أم أقتات الأعشاب المُرّة و الورقا
أم أفتح بابي للأشباح و أدعوها و أطاعمها
و أقدمها للألواح الممدودة حول خواني
و أقوم خطيبا فيهم
أحبابي! إخواني
أم أبكي حين يجن الليل، و أغفو دمعي في فودي
أم أضحك في مرآتي وحدي
إن كنت حكيما نبئني كيف أُجن
لأحس بنبض الكون المجنون
لا أطلب عندئذ فيه العقل
أحد الأسباب الأساسية في كون الآخرين "جحيم" هو هذه الجزئية المتعلقة بالمشاهدة
عندما يبدأ الآخر في "مشاهدتك"، فإنه يقوم بتحويلك إلى "موضوع" لمشاهدته
يعني بعد ما كنتي "ذات" أد الدنيا، تتحولي لمجرد موضوع
لكن برده الحياة (في عمومها) موجودة لتُعاش لا لتُشاهد و تُتأمل
المفهوم من حكاية الإسكندر نقيض ما تقترحينه
سُئل و بعد ما تفتح كل ده هتعمل ايه! قال استريح و استمتع. لو كان مستمتع باللي بيعمله، قال كده ليه؟
لكن بفرض انه كان مستمتع باللي بيعمله .. كده يبقى تحولت فتوحاته إلى وسيلة يعيش بها حياته. كده يبقى عرف الحياة في الوفرة و الامتلاء. و ده اللي بقول بيه
زي كده ما حضرتك وانا على يقين بتستمتع بكتبك و كتابتك
أعطيكِ ما أعطتني الدنيا من التجريب و المهارة
لقاءَ يوم واحدٍ من البكارة
على فكرة اللي بيدخن حشيش برده بيستمتع بلفافاته
و متنسيش اننا مصابين بالجرثومة
احد الفلاسفة الناقمين على الحضارة المعاصرة قرر العودة الى الحياة البسيطة. راح قعد في كوخ. سنة واحدة يا محترم و رجع تاني للحضارة اللي بينقم عليها و بيلعنها
شيء طبيعي جدا انه يحصل ما دام هذا الفيلسوف قد نما في رحم القرن العشرين و حمل جرثومته. شيء طبيعي انه يرجع رغم نقمته على الحضارة
نفس الشيء في حالتنا دي
ننمو في رحم الكلمات و نحمل جرثومتها. شيء طبيعي اننا نستمتع بيها و منقدرش نتخلص من اسارها
اه افضّل اكون مجرد آخر من الاخرين، بس بعقلية آخر من الاخرين
و ماله النيو لوك
ده حتى شعر منكوش و يجنن
:D
ادينا بنقرا و نكتب و نمشي ع الحيط ياختي. لما نشوف اخرتها
عمت مساء
انتي جاية من دار الندوة على هنا و الا ايه؟
مليتوا البلد
At Sunday, June 15, 2008, Muhammad
أسماء
أخشى أن الحديث على وشك التحول لنقاش قضية الالتزام في الأدب
جميع ما تفضلتِ بالإشارة إليه مرتبط - عند الكثيرين - بالكلمة و بالأدوار التي على الكاتب الاضطلاع بها. أقول عند الكثيرين لأن البرناسيين - مثلا - لن يسلموا معنا أن هذه الأشياء مما ينبغي على الكاتب
لكننا لسنا بصدد محاولة إثبات أو نفي قيام الكُتّاب بهذه الأدوار، بل جدوى قيامهم بها
بعبارة أخرى: هل للكلمة القدرة على الفعل؟
و الأهم من ذلك: هل تحـُول هذه الممارسات بين الكاتب و الحياة؟
كنت أتساءل و صديقي ماذا لو عاد الزمان بنيلسون مانديلا الذي أمضى سبعة و عشرين عاما في محبسه! هل كان ليمضي في نفس الطريق؟
هذا تحديدا هو ما يشغلني. نسيان الذات في خضم القراءة/الكتابة/النضال إلخ
نسيان الذات التي عليها أن تعيش الحياة، لا أن تتأمل الحياة
لماذا تتسع رقعة "الذات" في الأشعار الأخيرة لمحمود درويش (شاعر المقاومة الفلسطينية)؟
يُمضي العمر مناضلا بالكلمة حتى يفيق ذات صباح فيجد الأيام و قد تسربت فوق رمال حياته
يجد أنه لم يعش
ربما هذا ما حدث لدرويش
يقول درويش مخاطبا الحياة في: كزهر اللوز أو أبعد
كم نسيتك في خضمك باحثا عني و عنك
في ليلى و المجنون تطالعنا ثنائية سعيد/حسّان .. نفس الثنائية التي يعرض لها حسين كمال في احنا بتوع الأتوبيس
سعيد من أهل الكلمة. هو نفسه النبي المهزوم الذي يحمل قلما كما يرد في آخر أشعاره
و حسان الذي يؤمن بالطلقة و الطعنة و التفجير، حتى أنه يسخر من سعيد قائلا
ستظل مريضا بالأسلوب إلى أن تدهم هذا البلدَ المنكوب
كارثةٌ لا أسلوب لها
و لقد تنسى عندئذ حين توزع ريحُ الكارثة المجنونة
نارَ النكبة كبطاقات الأعياد
أن تنقذ بضع قصاصات من شِعرك
و لقد تتوسد كومته قدما الجلاد
و هو يدحرج في أسلوب همجي
هذا الرأس العامر بالأسلوب
تنتهي المسرحية بسعيد محبوسا في انتظار الفارس الذي يحمل سيفا هو أصدق أنباء من الكتب - و أقصد هنا الكتب التي نطالعها لا كتب المنجمين التي عناها سلفي أبو تمام
حتى الحلاج الذي كان أيضا من أهل الكلمة يقول
و لتنقل كلماتي الريح السواحة
فلعلّ فؤادا ظمآنا من أفئدة وجوه الأمة
يستعذب هذي الكلمات
أقصد أن مَن يقوم بالتغيير لابد و أن يكون أقرب إلى الفروسية
دعينا نصل إلى نقطة في منتصف المسافة سبق لشغف أن أشارت إليها فنقول بالتوفيق بين الكلمة و الفعل، لكنني أزعم أن من يقوم بهذه التوفيق .. أن مَن يتمنطق بالكلمة و يغني بالسيف هو الفارس لا المثقف
عندما أشرتُ في البداية أن بعض الكُتّاب يمارسون الكتابة كوسيلة يعيشون بها الحياة كانت عيني على إليوت، الذي أعجب أن تضمه و توفيق الحكيم سلة واحدة. توفيق الحكيم - عندي - هو نموذج الكاتب الذي يبعثر الأيام في الكتابة كغاية في ذاتها. من هذه النوعية التي تبغي وجه ربات الفن. توفيق الحكيم - عندي - هو كاتب يقدم الفن على الحياة، و هذه - عندي - من كبرى الحماقات رغم ولعي بمسرح الرجل
أحسب أنك من مؤيدي حملة اقرأ لطفلك التي يتبناها مهرجان القراءة للجميع. أحسب أنك سترين ذلك شيئا جيدا. لكنني أراه قتلا لبراءة الصغار و تضييعا لأوقاتهم فيما لا يجدي. على الطفل أن يلهو و يلعب، لا أن يقرأ
عموما يا صديقتي
تتسع الحياة لكلينا
اقضيها قراءة و كتابة و معرفة و تثقفا
و دعيني أحلم باليوم الذي أستطيع فيه أن أمارسها حياة
و ما زال تشرابـي الخمـور و لذتـي
و بيعي و إنفاقـي طريفـي و متلـدي
إلـى أن تحامتنـي العشيـرة كلهـا
و أفـردت إفـراد البعيـر المعـبـد
رأيـت بنـي غبـراء لا ينكروننـي
و لا أهـل هـذاك الطـراف الممـدد
ألا أيهذا اللائمـي أحضـر الوغـى
و أن أشهد اللذات هل أنـت مخلـدي
فإن كنـت لا تسطيـع دفـع منيتـي
فدعني أبادرهـا بمـا ملكـت يـدي
و لولا ثلاثٌ هن مـن عيشـة الفتـى
و جدك لم أحفل متـى قـام عـودي
و منهـن سبقـي العـاذلات بشربـةٍ
كميتٍ متى مـا تعـل بالمـاء تزبـد
و كري إذا نـادى المضـاف محنبـاً
كسيـد الفضـا نبهـتـه المـتـورد
و تقصير يوم الدجن و الدجن معجبٌ
ببهكنـةٍ تحـت الخـبـاء المعـمـد
كـأن البريـن و الدماليـج علقـت
على عشرٍ أو خـروعٍ لـم يحضـد
ذريني أروي هامتـي فـي حياتهـا
مخافة شربٍ فـي الحيـاة مصـرد
كريـمٌ يـروي نفسـه فـي حياتـه
ستعلم إن متنا غداً أينـا الصـدي
تُرى .. أينا الصدي
At Tuesday, June 17, 2008, Muhammad
الاستاذة المبجلة لمي اللي بتستمخمخ
مش عارف مين اللي مفروض يتعجب من كلام تاني
انتو اللي تتعجبوا مني
و الا انا اللي اتعجب ازاي مختلفين معايا ان الكتب بتسد الطريق ع الفرحة الصافية و السلام النفسي
يا اخت لميا انا فضلت اقول مينفعش الواحد يعيش زي القطيع مجرد عيشة و يموت و خلاص و تبقى قضيت. فضلت اقول زي اسماء اننا لازم نسيب بصمة قبل ما نتكل و كل الكلام ده، بس البصمة الوحيدة اللي سبتها كانت البصمة اللي سبتها فـ الفيش بتاع الجيش
دلوقتي بقول يا ريت الواحد كان عاش زي الناس و خلاص من غير ما يعرف حاجة و لا يقرا حاجة، بس خلاص دي كمان معدتش تنفع
صباح الرقص ع السلم
خللينا نبص للجانب الكويس فـ موضوع قلق الناس ده
الحمد لله ان لسه فيه حد بيقلق علينا
و دمتم
At Tuesday, June 17, 2008, عين ضيقة
تانى بأه علشان الدماغ الحجر دى
هل الكتابة تمنع الكاتب من ممارسة حياته العادية جدا ؟ هل تمنعه من ان يؤدى أدواره الحياتية أم لا ؟
بمعنى آخر .. هل الكاتب بين خيارين الكتابة أو الحياة؟
لا أظن فالكاتب مثله مثل أى شخص آخر والكتابة عمله ، وعمل اى انسان جزء من حياته وليس حياته كلها
نزار قبانى كان شاعرا ودبلوماسيا ناجحا وأب حنون وزوج رائع ورب اسرة ناجح
أمل دنقل بشهادة زوجته كان الجنوبى الناجح فى بيته ونحن نعلم أنه كان ناجحا فى شعره
من يدرينا ان صلاح عبد الصبور وهو شاعرك المفضل وبهاء طاهر وهو كاتبك المفضل لم يمارسا حياتهما كأى فرد آخر فى إطار كونهما ادباء ، وأعنى بهذا الإطار .. الرقى فى التعامل مع النفس والغير والأشياء كل بطريقته الخاصة
العقلية العادية كما تسميها ليست مرفوضة ، فالفلاح الذى لآ يكتب ولم يقرأ فى حياته غير اسمه على بطاقة حيازته الزراعية هو الآخر يحزن
هذا لأنك تقول أن الكتابة سبب لحزن ،فالعامل والفلاح وغيرهم يحز بأسباب أخر
الكاتب .. يزيد عن صاحب العقلية العادية بشىء إضافة إلى ما يقدمه صاحب العقلية العادية _ ولا نقلل من شأنه _ يزيد بكتاباته التى تبقى أبدا
أبى رجل عادى تخرج من الجامعة وتزوج وأنجنبا ، نحن ثمرة أكثر من خمسين عاما فى الحياة ، هو ( عملنا ) وكما قلت لك هذا مايستطيع فعله ، الكاتب يفعل ذلك ويضيف اليه اعماله الأدبية
ثم أن هذا الكاتب قد يصنع أبناء أفضل ويعيش حياة أفضل لأنه لابد له وأنه قرأ الكثير والكثير الذى يجعله من أولى الألباب الذين يخاطبهم الله فى قرءانه
ألست معى فى أن هذه العقلية العادية التى تريدها هى مامنعت الشاب الذى يعرفه كلانا من مواصلة حياته بالشكل الذى كان من المؤكد أنه سينجح فيه ، هل هذا الشاب الذى ترك كلية الطب تركها لأنه شاعر ، أم لأنه لا يحب هذا المجال؟ ولما تركها .. ألم يكن من حقه أن يدرس مايحب وينجح فيما يحب؟ ماالذى أعاق أحلامه ؟ أليست هى هذه العقلية العادية ؟ هل لو كان يتعامل مع أحد الذين قرؤوا وفهموا واستوعبوا معنى الحياة والحق والحب والنجاح كان سيحرم من فرصة نجاحه؟؟؟؟؟
_ هل الكلمة فعل؟
أظن تعليقى السابق أقر لك بذلك فالكلمة ومايستتبعها من تأثير تغدو فعلا
أبى يخبرنى دائما أن الجنود ترتفع حالاتهم المعنوية واستعدادهم يزيد بسماع الأغانى الوطنية
تسألنى أنت : هل عادت سيناء بالحرب أم بالأغنيات؟
أسلم معك أنها عادت بالحرب ولكن .. من خطط ودبر وأعد وتوقع وأُخذت مشورته غير هؤلاء الذين قرؤوا بثقل بيتنا كتبا؟ هنا .. نجد الكلمة شكلت فكرا شكل انسانا استطاع أن يعيد الأرض ، هكذا تصبح الكلمة فعلا
هل يتساوى عبد الحليم حافظ مع الجندى الذى استشهد فى الحرب؟
أجيبك : هذا ما يستطيع أن يقدمه عبد الحليم ، وهذا مااستطاع أن يقدمه الشهيد ، كلاهما فعل
نقطة أن تكون الأولوية لماذا .. الفن أم الحياة؟
أجدهما متلاصقين لا متلازمين فقط ،
فى أحد أفلامك المفضلة findin-neverland ، هذا المؤلف المسرحى جيمس يخرج إلى المنتزه ويقابل صغارا يحيا معهم ثم يفجرون داخله أفكارا وكتابة جديدة ، هو يكتب منهم ثم يحجز لهم مقاعد ليشاهدوا المسرحية فهو يكتب منهم ويكتب لهم ، من الحياة ..... والى الحياة
_ حياته الخاصة : ترى هل فشلت علاقته بزوجته لأنه كاتب ؟
لا أظن , فهى قد فقدت اتصالها به وبحياته وأصبحت امرأة كل مايشغلها المجاملات الاجتماعية وترتيب الغرف وشكل الأثاث والغيرة ( أظنها منه وعليه) هو يحاول أن يجذبها الى عالمه وهى تفضل أن تبقى بغرفتها ، لا تحاول مشاركته قلبه ولا قعله لا تحاول اقتحامه ولا حتى بجسدها ، أظن سبب فشل العلاقة بينهما هو أن المسافة بينهما تُركت لتكبر حتى صارا إلى لا التقاء، لا لأنه كاتب بدليل نجاحه فى أن يحبه أطفال سيلفيا مما يدلنا على أنه كان سيصبح أبا رائعا ونجاحه مع بيتر الطفل الذى لا تريدنا أن نقرأ له ، هو لم يقرأ له بل جعله يلعب ويشارك أخوته مرحهم ثم تعلم هذا الطفل كيف يحيا ثم أصبح هو الآخر كاتبا تفخر به أمه ، هل استطاع جيمس أن يفعل ذلك بالعقلية العادية التى آخر ماقد تصل إليه من معرفة .. نشرة أخبار التاسعة على الأولى ؟
هل نستطيع القول ان كونه كاتبا قد منعه من ممارسة حياته؟
بالطبع لا .. فهو كان حبيبا جيدا لمن تستطيع التوافق معه وهذا شرط لنجاح أى علاقة بين أى اثنين، ف سيلفيا أبوها كان فنانا وأخوها كان ممثلا وهى تعرف كل من يستحق المعرفة بشهادة مارى زوجته الفاشلة التى تكتفى بالهرب مع آخر بدلا من أن تحتوى زوجها ، هو أيضا كان أبا جيدا كما أسلفت ، وكان كاتبا جيدا بدليل نجاح مسرحيته الأخيرة وهذا عمله ، هذه حياة كما تريد أنت يعيشها هو كما يريد، كونه كاتب لم يفصل بينه وبين الحياة ولم يتقدم أحدهما على الآخر
الدولة الإسلامية كانت فى أوج ازدهارها حينما كانوا يبنون العقول جنبا الى جنب بناء الجيوش والقصور والمدن
فى المساحة الضيقة للمعرفة : فيلم الجزيرة لأحمد السقا
حين أراد محمود ياسين أن يختار خلفا له اختار منصور المتعلم الذى استطاع التفوق على عمه فى لعبة العصا رغم خبرة عمه وكبر سنه لا لشىء سوى بعض التفكير الذى لم يمكنه منه سوى بعض المعرفة
حتى الجريمة!!
اسمح لى آخذك أنت مثالا:
هنا حين دخلت أول مرة وقرأت لك علمت من اللحظة الأولى أنك أحد هؤلاء ( اللى بيفهموا ) كنت ولازلت أنتظر رأيك فى أعمالى وكأنه شهادة نجاح أو رسوب ، ايضا من اللحظة الاولى وقبل أن أعرفك face to face أخذت قدرا من احترامى لم يأخذه أحد ، أقرأ لك وكأنى ظمئى إلى رىّ فأرتوى ، إرضاء ذوقك وعقلية مثل عقليتك تجبرنى أن أختار ماستقرؤه لى بعناية _ لا تجبرنى على كتابة شىء معين ، فإرضائى لذاتى أقوم _ ، تصبح على مائدة حديثى مع هؤلاء ( برد اللى بيفهموا ) ، تنال احترام وتقدير أناس أمثال ياسمين امام ( شغف ) وهى صاحبة عقلية متميزة لا يرضيها الرث من البشر ، ولمياء محمود وهى كما ياسمين ، وصفاء ( ساسو ) والجميع يشهد لها بالتميز ، وأيمن ثابت ( أرسطو ) وهو أشعر من أنجبتهم الجامعات فى الفترة الأخيرة وغيرهم من غير المدونين الذين يتداولون فكرك وعقليتك فى أحاديثم غير الفارغة كأصدقائى الذين تعلمهم إلى حد ما
برأيك .. هل كل هذا التقدير والاحترام نلته أنت من فراغ ؟أم بكم الكتب الهائل الذى قرأته ؟
أشهد لك أنى لم أقابل قارئا مثلك ، أليس هذا على مستواك الشخصى مرضيا ، ولو لإحساسك باذتك وبأنك شخص جيد ؟
نعيش حياتنا كلها محاولين أن نكون أشخاصا جيدين بما يستوجب احترام وتقدير الغير لنا
ألا يكفيك أنك حظيت بهذا من الآن ؟ ألا ترى أنك مدين للكتب التى قرأتها بالفضل؟
قل لى أن الكتابة سبب أحزان وتحول بينك وبين الحياة العادية ؟
بغض النظر عن أنك أساس شخص غير عادى _ الشعراء جميعا فئة مختلفة من البشر _فهذا ليس ذنب الكتابة بل ذنبك أنت ، حاول أن تعيش بهذه العقلية ، اجعلها تدفعك إلى الأمام ، كن ماتريده أنت وما تحبه أنت وماتستطيعه أنت ، ارض نفسك أولا ستنجح وحينها .. سيرضى الآخرون ،لم يضع منك الكثير بل لا زال أمامك الكثير
ضع احباطك هذا فى سلة المهملات وابدأ
أظنك ينطبق عليك قول نور الدين جمال وهو شاعر من أسيوط (( والسماوات انحنى ظهر النخيل لقربها ))
أظنك قاربت السماء فاستسلمت للانحناء ، جرب ألا تنحنى علك ترى الله
بس بأه قول حرمت ومش هعمل كده تانى وماتنساش تجيب بتاع خمششار جنيه كده ع الكلام ده كله ، ايدى وجعتنى ياراجل ، روح منك للى كلت دراع جوزها
نسيت أقولك
بلاش تستشهد بالاسكندر تانى ، حد يستشهد بطاغية كان أحد المرضى النفسيين اللى أنجبتهم البشرية ياراااجل
مساءك فل بأه ياعم
At Wednesday, June 18, 2008, LAMIA MAHMOUD
قالك يا اخت لميا
فري يا عيوني
اللي رقصوا ع السلم!!!
لا اللي فوق شافوهم ولا اللي تحت سمعوهم
في ناس شايفاك وسامعاك
بلاش نقول ناس
انا يا صديقي العزيز بغباء .. شايفاك وسامعاك
يبقى انت مرقصتش على سلالم
للاش نرمي بلاوينا على كتابة وكتب .. طريق السعادة الصافية المسدود ليه اسباب اخرى
مش كتاب ومش كتابتك
هو المنسي قنديل مفيش غيره اللي عمل فيك كده :)
الناس عماله تكتب لحضرتك في مواضيع انشا
وتناقشك عشان انت .... انت
متقولش بقى طريق مسدود .. من الاخر كده سيبك من الكتابة خااااالص
وسيبك من الكتب واللي كتبوها
عايز يا معلم تفتح السكة المسدودة حتعرف
اللي عايز حاجة بيعملها يا بكغوتي
الا هو امتى صحيح؟
:P
At Wednesday, June 18, 2008, LAMIA MAHMOUD
اه على فكرة في جزء عين اشارت ليه عايزة اقوله
من اول مرة اتكلمنا يا فندم وبرغم اختلاف الافكار الغريب اللي بينا
وبرغم اختلافات كتير الا انك من القلائل اللي استطاعوا شق طريقهم للتواصل
مش قلائل بقى ده تقريبا انت وواحد كان احتمال يطلع اخويا
:D
شوفت ان سيادتك بتفهم وعلى راي عين برده استنين رايك وانا اللي بتعامل باداء ملعون .........
كمل انت النقط عشان مفيش مكان هنا للالفاظ الجارحة
فربنا يكرمك متقولش مسيبتش بصمة وبصمة الجيش
عشان انت لو سيبت في الدنيا بنت ال ... كمل النقط برده
بصمة في حد وادح بس
"ودي مش حقيقة لانهم اكتر" يبقى انت كده عملت حاجة
At Wednesday, June 18, 2008, Muhammad
ما أبهاكم يا رفاقي الطيبين
ربما لا يملك الواحد منكم حشو فم
و تمرون على الدنيا خفافا كالنسم
و وديعين كأفراخ حمامة
وعلى كاهلكم عبء كبير وفريد
عبء أن يولد في العتمة مصباح جديد
:)
لكنكم - فيما يبدو - تصرون على دك جميع الحصون التي أتمترس خلفها
أسماء
لماذا تتصورين أنني أتحدث عن كُتّاب ميتين لا حياة لهم؟ الكاتب أيضا إنسان له حياته. لا غرابة - إذًا - أن يكون أبا حنونا أو زوجا رائعا أو رب أسرة ناجحا
من يدرينا ان صلاح عبد الصبور وهو شاعرك المفضل وبهاء طاهر وهو كاتبك المفضل لم يمارسا حياتهما كأى فرد آخر
عمّن ورثتُ هذه المرارة إذًا؟
:)
أخبرتك عن صديقي وائل. يرى وائل أن الطب ليس مهنة، بل نظام حياة
Lifestyle
وائل طبيب امتياز، عليه أن يتواجد صباحا بالمستشفى الجامعي، ثم يتناول شيئا سريعا - أيضا في المستشفى - ليرابط هناك بقية اليوم. عليه أن يتواجد في أقسام مختلفة و أن يزاحم ليرى و يفهم. عليه أن يقرأ و أن يحضر المؤتمرات
وائل لا يفعل شيئا من ذلك، و يعرف أنه ليس مثالا للطبيب كما يجب أن يكون، أما الآخرون فيفعلون ذلك حتى أنهم يقضون الليل في نبطشيات أو ينامون في سكن الأطباء لتبدأ نفس الدورة في اليوم التالي
كما ترين، لم يعد الأمر مجرد مهنة، بل منظومة شاملة تتشكل الحياة طبقا لها
نفس الأمر - و أكثر - في حالة الكاتب
الكاتب ليس موظفا يقضي ساعات عمله في الكتابة ثم يستجم. الكاتب إنسان تنطبع حياته بأكملها بالكتابة التي لا يستطيع التخلص من إسارها في كافة تفاصيل يومه
لذلك فأمل دنقل (الناجح في بيته بشهادة زوجته) يُعد امتدادا للشعراء الصعاليك. أقصد أن قراءات أمل و كتاباته و معارفه و .. و .. قد انطبعت على طريقة حياته
لذلك لن نتفق على أن الكاتب مجرد شخص حدث أن امتهن (من المهنة) الكتابة
دعيني أفرق بين نوعين من القراء
النوع الأول هو القاريء الذي يقرأ دون أن تصبح القراءة هاجسا عنده. القاريء الذي باستطاعته أن يتوقف عن القراءة وقتما شاء. القاريء الذي قد يستعيض عن القراءة بأشياء أخرى تحقق له نفس المتعة لو كان ممن يبحثون عن الإمتاع، أو الذي يقرأ بقصد زيادة رصيده من "المعلومات" (المعلومات و ليس المعرفة)، أو الذي يقرأ كنوع من أنواع الزينة. هذا القاريء لا يعنيني في شيء
النوع الثاني هو القاريء الذي لا يستطيع أن يتوقف عن القراءة كأنها الندّاهة. القاريء المهموم دوما بالمعرفة. القاريء الذي يشج الشِعرُ رأسَه فينزف. القاريء الذي يعرف فيحزن، و عن هذا النوع أتحدث
يشبه ذلك ما أشار إليه كولن ويلسون في معرض حديثه عن اللامنتمي، فليس كل فنان لا منتميا. شكسبير و دانتي - مثلا - ليسا من اللامنتمين طبقا لويلسون
أمل دنقل و بهاء طاهر و صلاح عبد الصبور عاشوا الحياة، لكنهم عاشوها بطريقة الكاتب/القاريء من النوع الثاني
أرجو الإجابة عن هذا السؤال: ما سبب كل هذا الحزن الذي نطالعه و المرارة التي نطالعها في أعمال الثلاثة ما دام الأمر "يقتصر" على الرقي في التعامل مع النفس و الغير و الأشياء؟
صحيح أن الفلاح يحزن، لكنه - و الكلام لعبد الصبور - يضع البذرة في الحقل و يسقيها بالماء، و تمر الأيام أو الشهور و تنبت البذرة و تصبح شجرة، ثم يجني منها ثمارها، و تعود الحياة من جديد بعد شهور الجفاف. هذه هي الحياة التي يعرفها الفلاح بغريزته و بمشاهدته العابرة، و هي أبسط ألوان الحياة و أكثرها إقناعا .. و لذلك فالفلاح لا يعرف الحزن الثقيل اليائس. إن أحزانه أحزان عميقة .. و لكنها ليست يائسة، و هو حين يموت لا يفكر كثيرا في الموت، لأنه ليس لديه ما يتركه أو يحزن عليه، و لأنه يرى أن الحياة الأخرى أكثر صدقا، و أكثر حقيقة من هذه الحياة .. و ما الحياة الدنيا إلا جسر صغير يعبره الإنسان إلى العالم اللانهائي الواسع. انتهي كلامه
أهم ما أود الإشارة إليه أن أحزانه ليست يائسة
حتى طبيعة حزن الكاتب/القاريء/العارف مختلفة
تقولين إن الكاتب يزيد بكتاباته التي تبقى أبدا
قلت سابقا إن شيئا لن يعزيني عن حقيقة الموت/موتي
لا أصدق ما يقوله درويش عن الموت الذي هزمته الفنون. أصدقُ من ذلك - عندي - ما يشير إليه في نفس القصيدة حين يقول: لا شيء يبقى سوى اسمي المذهب بعدي "سليمان كان" فماذا سيفعل موتى بأسمائهم؟
أصدقُ من ذلك ما قلتُه: ماذا سنفعل بالنفسج حين ينثره الحزانى (القراء) في أماسيّ الشتاء على القصائد (قصائدنا) و القبور (قبورنا)؟
لا يسمع الصمُّ الثناءَ فما تفيد فلانُ كان
معذرة للاستشهاد بشيء من عنديّاتي
صحيح أن الكاتب قد يقوم بما قام به السيد الوالد كما أشرتِ في بداية التعليق، لكنني لا أتحدث عن الجزئيات
أتحدث - بالأحرى - عن هذه اللحظة التي تقع على مشارف الموت، حين ينظر أبوك (متّعه الله بالعافية) على مشواره في هذه الدنيا فيبتسم ابتسامة رضا
أما الكاتب فسيبقى في حلقه غصة تحول بينه و بين هذه الابتسامة كما حالت بينه و بين اليقين و هدأة الجنب في الحياة التي قضاها حيرة و حزنا. غصة الذي طال مشواره و لم يصل بعد رغم فوات العمر
قد يصنع الكاتب أبناء أفضل شأنه شأن أي إنسان آخر، لكن لو انتقلت الجرثومة منه إلى الأبناء، فستُعاد الكَرّة
سؤال: هل انتابت والدك هذه الحيرة التي نجدها في رباعيات جاهين؟ هل عرف هذا الألم الطاحن الذي عرفه عمر الخيام؟
هل يعرف هذه أو ذاك أصحاب العقلية العادية و الحياة العادية؟
عن الشاب الذي
for God's sake
جميع من عرفهم من أصحاب العقليات العادية و من لا عقول لهم على الإطلاق يعملون الآن نوابا و معيدين في مستشفيات و أقسام الجامعة
لم تكن عقليته العادية هي المشكلة
مشكلته أنْ صدّق الرؤيا و آمن بما يكفر به الآن
كان العاديّون يلتهمون جثث المشارح بينما كان صاحبنا يلتهم أشعار السيّاب و غيره حتى آخر ثرثار عرفته اللغة العربية
كانوا في قاعات الدرس بينما ينشب فيه الجامعةُ بن داود أظافرَه حتى صار شعاره الكل باطل
كانوا يهتمون بالحياة بينما ينشغل بالقراءة و التفكير في الموت
يا شيخة بلا هجص
هؤلاء الذين قد قرءوا بثقل بيتكم كتبا لم يستشرهم أحد
ظل أمل دنقل و غيره يتوقعون كارثة العام السابع و الستين كزرقاء اليمامة دون ان ينتبه لهم أحد، ثم جاء السادات فهاجر المثقفون. بهاء نفسه كان ممن رحلوا
رغم التناول الرائع (الرائع بحق) للفيلم لكن اسمحيلي أختلف برده لأني أرى فيه شيئا آخر
جيمس الذي يعاني من فشل علاقته بزوجته .. جيمس الذي يحمل مرارة افتقاد الطفل الذي كانه قبل الأوان بعد موت أخيه، أقول جيمس لم يجد السعادة التي تعوّضه عن أحزانه بين الكتب. لكنه وجدها حين فعل كقديس صلاح و خرج إلى المنتزه و عاش الحياة في امتلاء مع عائلة سيلفيا .. وجدها حين طيّر طائرة ورقية و لعب دور قرصان
وجد جيمس خلاصه في الحياة التي يغذيها الخيال الحي، لا في الكتب، و إلا لاستعاض بكتبه و مسرحياته عن الاحتكاك المباشر مع سلفيا و عائلتها و لكفى الله المؤمنين شر القتال بينه و بين ماري من ناحية و بينه و بين والدة سلفيا من ناحية أخرى. لكن من يعرف لذة الحياة التي يسري في عروقها الدم الحار لا يقنع بلذة الكتب التي يجري في عروقها دم بارد متخثر يحمل رائحة العظام النخرة
هل تفضّلين ساعة تقضينها في الكلام الفارغ مع المحبوب أم ساعة تقضينها في قراءة كاتبك المفضل؟
أنت - كإنسانة عظيمة - تلحّين على قدرة الكلمات على تغيير العالم و الآخرين، لكن ذلك ليس ما يشغلني - على الأقل في هذه المرحلة من حياتي - كإنسان وضيع يبحث عن خلاصه الذاتي
ربما لا ينبغي أن نبخس كلماتنا ما تستأهله من قدر لأن الكلمة قد تفعل كما يشير صلاح في بعد أن يموت الملك
لكن: أين الكاتب من ذلك؟
إذا لم تستطع الكتابة - و الحب - أن تقدّم الخلاص للكاتب، فما جدواها؟
هل استطاعت أشعار صلاح و كتابات بهاء أن تخلصهما من اغترابهما؟
الاغتراب يسد الطريق بين الإنسان و الحياة، و لابد من تجاوزه إذا أردنا الحياة
أما عني فلم تفلح الكتابة/القراءة/المعرفة في انتشالي من بئر الاغتراب، بل ساهمت في تعميقه
أنت و لمياء و شغف و تسنيم و أيمن تنضح كتاباتكم بالاغتراب. لماذا لم تساعدكم الكتابة - أو تساعدني - على تجاوزه؟
لماذا لم نجد فيها خلاصا من الاغتراب - الذي أزعم أنه سبب هذه الحفاوة المضمرة بيننا جميعا - يا أسماء؟
أشكرك كثيرا كثيرا على هذا الإطراء المبالغ فيه، لكن ذلك لا يكفي للتصالح مع الذات
أنت و لمياء و تسنيم و شغف و أيمن تحظون بنفس الحفاوة و التقدير مني و من غيري، لكن هل أشعرَكم ذلك بالتصالح مع الذات؟
يمكنني القول إنه لم يكفِ في حالتك و في حالة لمياء لأنني أعرفكما شخصيا. و ربما أزعم نفس الشيء في حالة تسنيم و شغف و أيمن الذين أعرفهم فقط من كتاباتهم
لم أعد أدري عمّ أتحدث و لا ما إذا كان كلامي لائقا، فليعذرني جميع من أشرتُ إليهم
اقري البوست قبل الاخير عندك
اقري بوستات لميا
اقري بوستات تسنيم و اراءها
و حطي خيبتي على خيبتكم
هتلاقي الحب كمان مطلعش الخلاص لحد مننا
مع اننا كنا - و يمكن بعضننا ما زالوا - فاكرين انه - زي الكتابة - بيعمل المعجزات
لو كان الحب عمل المعجزات
يبقى الكتابة بتعمل المعجزات
العواف عليكم
At Wednesday, June 18, 2008, Muhammad
بلاش اخت لميا
خليها بت يا لميا
:p
يا ريت تقري ردي على اسماء لو عندك وقت
هتلاقي فيه ردي على موضوع ناس شايفاني و سامعاني ده
و هتلاقيني مشردلك فيه برده
:D
بس ما دام انتي يا عمري شايفاني و سامعاني يبقى اكيد مرقصتش ع السلم
هو انا اطول
:D
ربما كان للأحزان أسباب أخرى .. جنبا إلى جنب الأحزان التي تسببها المعرفة
لكن القراءة تجعل من التربة بيئة مناسبة تماما لنمو جميع هذه الأحزان و تعملقها
متجبليش سيرة المنسي قنديل خالص
لول
حتى انتي اتعديتي بالتفاؤل
ده انا كنت قلت عقلتي و بقيتي مننا
بس سيبك انتي
الواحد طلع مهم و هو مش واخد باله
حاجة تفرح برده رغم اللي قلته لأسماء
معلش اصل معنديش مبدأ
:D
مين الواحد ده عشان اقتله و ابقى لوحدي؟
:$
قشطة عليكي بقيتي بتعرفي تفرملي و تحطي نقط
:D:D
يمكن معاكي حق فـ جزء من كلامك
الموضوع ده عايز قاعدة عرب
متشكر اوي على تعليقك السكر يا سكر
ليكي عندي عزومة مشمش ان شاء الله
هو المشمش امتى صحيح؟
:p
At Wednesday, June 18, 2008, شغف
ايه الناس اللي بتجيب في سيرتي دي و أنا مش موجوده ؟
يا أسمااااء
يظهر يا بنتي ان مافيش فايدة ، هوه لساه واقف بيبص من خرم الباب و مش شايف حاجة غير الحتة اللي قدامه بس
*********************
فريكيكو بقى :
أولاً ، بالنسبة للرقص ع السلم
فسيادتك يعني اللي بيرقص بيرقص عشان هوه عاوز كده ، عشان دي متعته و رغبته الخاصة جدا انه يعمل كده ، مش علشان اللي فوق يشوفوه أو اللي تحت يسمعوه و ينتهكوا خصوصية لحظاته
ثانيا :
مش ممكن جدا إن الواحد لما يقدر على انه يحقق عبء " أن يولد في العتمة مصباح جديد " ، ساعتها لحظة ما يموت هايبص على حياته برضا و يبتسم ؟
على فكرة
دي أحد هواجسي الخاصة من زمااان
و اللي كنت باصاله بنفس طريقتك تقريبا
بس اللي متأكدة منه دلوقتي إني لحظة ما أموت ، هأبص بحياتي و رضا و هابتسم
رضا إني عيشتها بطريقتي
و ما عملتش حاجة غصب عني و ما عشتش حياة مش بتاعتي
رضا إني كنت صادقة مع نفسي في حياتي و رغباتي و قناعاتي و مع الناس اللي يهموني و اللي فيه تواصل حقيقي ما بيني و بينهم
رضا اني كنت مستمتعة بحياتي و متوائمة مع نفسي
مش عارفة انت جبت حتة شعوري بالاغتراب و عدم التصالح مع الذات دي منين
ممكن من كتابات الواحد اللي في البداية
بس اللي متأكدة منه إني أنا شخصيا دلوقتي مش كده
و إن جزء كبير من ده كان سببه التواصل مع القراية و مع الفن بأنواعه
فيه حاجات كده خلت ادراك الواحد لحاجات بعينها و لنفسه ذاتها و للي حواليه يتغير
و يدرك
أن
على هذه الأرض ما يستحق الحياة
ثالثا :
يمكن مش هأقدر أكمل حوار معاك
لأني ما أدعيش إني من الفئة التانية من القراء اللي سيادتك اتكلمت عليها
لأني أعرف فأنتشي
لأني أعرف فتتغير حياتي و تضيء حتى بذلك الشجن الذي ينسل أحيانا
حتى بذلك الأسى الذي أحيانا يطالعني في وجه ذخائر البشرية من الكلمات
بس أحب أقول لك يعني إن حتى الدكتور الفلاني أو المهندس العلاني هوه نفسه مش نال خلاصه من نفس مصير انه يبص على حياته في نهايتها و يحس انه ما عملش حاجة
لأنه ببساطة ما عرفش يعيشها
و دار في ساقية دخل فيها بإرادته أو كانت حتى مفروضة عليه
سعي برضة باتجاه المعرفة
و الشغل اللي ممكن جدا يفقد معاه شعوره بذاته و حياته الاجتماعية و التواصليه كمان
المشكلة مش مشكلة إنك خدت
the road not taken
المشكلة إن الواحد بيختار و هوه مش حاطط أولويات لنفسه
أو بيختار و هوه مش مؤمن كفاية باختياراته ، و حاسس انها نوع تاني من الفرض عليه ، بس بتفرضها المرة دي ميوله الخاصة
هوه السر فعلا زي ما أسماء قالت عندي في " الإيمان " : الإيمان بذاتك
و بقدرتك على الحياة
و بالحياة نفسها
اللي لسه مستمرة لحد دلوقتي رغم كل شيء
و رغم كل الصفحات السوداء في التاريخ
و رغم كل الفصول الدامية و كل الأفكار المخربة
و كل الإنذارات بفساد الزمان ، و قرب انتهاء العالم
و كل الشرور اللي تحالفت ضدها
و كل الدعوات انك تقتلها جوه نفسك
سواء دعوات دينية أو عبثية أو فكرية سوداوية
الحياة لسه أهيه موجوده
و بتنبض بقوة
سواء مع الفلاح في أرضه
أو مع أكلك انت لنتيجة زرعه
أو مع الهوا اللي تشمه محمل بريحة الخَضَار ، أو مع كلمات بتشيل ابن لمدينة و توريه الفلاح
و رضاه اللي انت بتتكلم عليه ده
و تخليه يتواصل معاه و مع وجوده بشكل ما
" آمنتُ بالحرفِ ( حياةً ) "
**********************
و على فكرة و على جنب كده :
الحب فعلا بيعمل المعجزات
و كذلك الكتابة
إنها معجزاتنا الصغيرة التي لا يلحظ اعجازها إلا فقط من آمن
At Wednesday, June 18, 2008, عين ضيقة
الله يلعننا لذنب أم لأنا طاهرون؟؟؟
هذه المرة لا دفاعا عن الكتابة أكتب بل دفاعا عن سنوات عمرك التى تظنها مرت هباء ، وأعطى لنفسى هذا الحق مادمت لا تعى قيمة ذاتك وانا وانت نعلم جيدا انه لا منفعة لى من ذلك فأنت كنت صديقى ولازلت وستزال وهذا اعظم ما يمكننى ان احلم به معك وأحظى به بالفعل فليس هناك ماهو اكثر كى أطمع فأقول
واعذرنى ان كانت افكارى غير مرتبة
_ صديقك وائل : أتظنه ناجحا هكذا ، لا أظن فهو استسلم لما لا يحبه ولن يحبه وكان بإمكانه الرفض من البداية قبل أن يصبح ماهو فيه أسلوبا للحياة وليس العيش فهو يحيا ولا يعيش ، أظنك أشجع منه حين قلت لا ، الخطأ ليس فى تلازم انغماسهم فى المشارح وانغماسك بين الكتب ، الخطأ فى أنك كان لابد لك من قول لا ثانية والالتحاق بما تحبه وتريده، حينها كنت ستصبح موضع رضا هؤلاء الذين لايرضيهم سوى الأوراق المختومة بختم الدولة التى ماعادت لهم وما عادت تفعل بهم سوى دفعهم الى الانتحار ، أجدك أكثر سواء منهم ، فالشعر بديل عن الانتحار كما قال امل
وأنا اعيش هذه الجملة تماما ، فأمى امرأة تطحنها الحياة بقسوة لا أجد لها مثيلا حتى أنها لم يعد يجديها البكاء فتوقفت عنه من زمن ، أمى لا متنفس لها ، لا سبيل الى الخروج من الهم والحزن الذى أحسبه أكبر بكثير من حزن عبدالصبور وامل وجميعهم وإن اجتمعوا ، أشاركها الفراش احيانا لأحدد كم من الوقت يمر وهى نائمة فى راحة بالله ليس اكثر من نصف الساعة ثم يقلقها همومها ، ماذا لو أن أمى كانت شاعرة أو حتى قارئة عادية ؟ أظنها كانت ستجد متنفسا لها من كل هذا الضغط
الكلمة قوت الفقراء وفرح التعساء والحزانى يامحمد
_ عودة إليك وأمثلتك
هل وائل سعيد بما وصل اليه والذى يضعه محل احترام ذووى العقليات العادية فهو طبيب؟
آت به الى هنا ليقرأ هذه المناقشات وسله عن رأيه سيخبرك أننا ( ناس فاضية)أظنه لايميزه عن ( الفاضيين ) سوى أنه صديقك ، له أن يفخر بهذا طوال عمره
وائل لم يسع خلف ميوله التى أخشها تخمينها فأتجاوز حدودى ولم يسع لإرضاء ذاته بل سار مع السائرين
دخلتم انتما الاثنان مكانا لاتهنئان فيه هو استسلم وانت قلت لا أظنك أشجع منه للمرة الثانية وأقوى
نهاية كل منكما _ ولا أحسبها نهاية _هو : طبيب امتياز بعد 9 سنوات دراسة غير راض عن حياته ولم يأخذ من سنواته هذا ولا حتى الطب ، مجرد وريقة بيد اللى الناس شايفاه صح
أنت : دائرة معارف فى رجل _ رجل بحق_ رجل يعرف كيف الله والانسان والحق والحرية والجمال والموت والاختيار والجنة و..................... من الأفضل إذن ؟
سؤال لابد لاجابته من معيار
ولكن ..دعنى أورد لك مثالا آخر قبلا
هذا الذى تعرفه قليلا وأعرفه كثيرا _ أخى _ تخرج من كلية التربية الأول على دفعته يعمل الآن مدرسا فى معهد ابتدائى أزهرى ويحصل على ماله من الدروس الخصوصية فأكثر من نصف قريتنا يأخذون دروسا لديه فهو مدرس ناجح ، يقيم علاقات اجتماعية جيدة ولكن مع من .. مع البقال الذى لا يرفع بصره عنى فى الجيئة والذهاب وهو يعلم أنى أخت صديقه ، وصبى القهوة الذى يسب ألف دين كل ساعة ، وسائقى التوكتوك ، ولا أبخسه حقه فله صديق محامى واثنان مدرسان وأصدقاء الدراسة
ربما مصادقته كل هؤلاء ليس عيبا لكن .. من يؤثر فى من ؟الصدمة هو أنه من يتأثر بصبى القهوة والبقال ، أولو كان بذهنه واحد بالمائة مما فى ذهنك لأصبح الوضع هكذا؟ أم أنه كان سيترفع عن الأرض إلى السماء التى أقر لك بأنك لامستها؟
أذكر يوما حاولت الانصات اليه _ فهو ثرثار لا ليثرثر بل ليكون المتحدث الوحيد _ كى أحسب له كم حسنة سينالها فصدمت بأن الجنة ليش لمن شابهه
_ هو مثالا للنجاح بمقاييس تثير سخريتى وسخرية كل عاقل
من الناجح إذن ؟
مؤكد ليس هذا الذى يشترط فيمن سيتزوجها شرطا وحيدا وهو أن تكون جميلة جدا ، والذى لم يقرأ فى حياته غير كتبه الدراسية وعودة الروح لتوفيق الحكيم ولم يفهم منها شيئا فتركها
نعود الى معيار الأفضلية، أقسم لك انه ليس شهادية جامعية صاحبها أجوف وليس دخلا ماديا يمكنك من الزواج وانت فى سن السادسة والعشرين ولاأظنك كبيرا _ سنا فأنت كبير مقاما بما يكفى لإحساسى بالصغر لا بالضآلة _المعيار هو هذا .. نعم! هذا الذى تضع يدك عليه إنه رأسك وما تحتويه ، مافى رأسك هذا يجعلك ناجحا فى التعامل مع اى شىء ، حتى مع ما يسمونه الآخرين ضياعا أو ( فضا )
ألست معى أن محمد على بكر يستطيع أن يلتحم بإمرأة دون أن يشعرها أنها بهيمة بين أيدى ( تصدق مش عارفة الذكر اسمه ايه ) ؟ ألست معى أن تقبيله يد أبيه كل يوم ليس لأنها عادة يومية ككوب شايه فى الصباح بل لأنه إدمى بما يكفى لإسعاد الآخرين؟ألست معى أنه عم رائع لبنات أخيه حين يحاول شراء لعبتهن كما هى فى مخيلتهن بالضبط ولا يستخف بعقل ومشاعر طفلة ( أهى لعبة وتفرح وخلاص) ؟ ألست معى أنه أخ رائع؟ أنت لى أخ رائع ألست معى فى أن عقلك هذا كان سببا فى أن إحداهن كانت أوشكت على الوقوع فى غرامك _ أيوة ياعم الناظر ! مقررات _ ؟ هل كانت حمقاء حين كانت تنظر الى السماء كى تراك وانت تشهد لها بالتميز؟
ثم ألست معى أن هذه العقلية هى سبب كل هذا الرقى والآدمية والتميز؟وماذا صنع هذه العقلية سوى ماقرأته من كتب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
المشكلة ليست فينا بل فى العالم الذى يحتفى بأحمد عز وحيديه أكثر من محمود درويش
أتفق معك فى اغترابنا ، ولكن عن ماذا ؟
أنا أغترب عن عالم أخى الحيوانى لأقصى مايمكنك تخيله ، وأغترب عن عالم أمى الذى لا متنفس فيه ، وأغترب عن الطاحونة القاتلة بمادياتها ، ولكنى لست غريبة فهناك أنت وياسمين امام وسمر ولمياء وساسو وايمن واحمد منير ومحمود البنا والشيماء عمارة ومحمود حشيش وغيرهم أصدقائ لى سواء مباشرة أو بكتاباتهم
إن كنا نفر من عالم فنحن لا نفر الى الخيال بل إلى عالم آخر فيه أناس آخرون موجودين بالفعل وأنت دليل على ذلك
أما التصالح مع الذات فهو قائم دوما حتى فى لحظات فشلى أو احباطى
أظنك فقط تعبت من ( المقاوحة ) فأقول لك ثانية جرب ألا تنحنى علك ترى الله
_ على فكرة لما كنت بقعد مع حبيبى ماكانش بيقوللى بحبك وبموت فيكى ، كنا بنتكلم عن الحياة والشعر والأدب والسينما ، كان بيجادلنى زيك كده علشان يقنعنى بعبقرية محمد سعد اللى مش هعترف بيها بردو
يعنى ماكناش بنبعد عن إنى أقرا كتاب ولا حاجة
قلت لك التوافق شرط بداية و نجاح أى علاقة ، وإن كانت الحكاية قلبت فى الآخر بغم فده لأسباب تانية مش مجالها هنا
للمرة الألف ضع إحباطك فى سلة مهملاتك وابدأ مازال أمامك الكثير طالما أن هناك غد يأتى
وللمرة الألف : جرب ألا تنحنى علك ترى الله
أقسم أنى لم أكذب فى شىء ولم أبالغ فى شىء ولا أريد منك شيئا غير الخمششاشر جنيه ، ممكن تبعتهوملى رصيد وانا هعمل نفسى مش عارفة مين بعتهم علشان ماابقاش مضطرة اردهم
على فكرة يامحمد
أنا لو مكانك وحد قاللى الكلام ده وانا عارفة انه مش بيكذب ، هموت وأنا سعيدة وببص على اللى عملته وهلاقيه كتير ومهم
تاكل بطيخ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
At Thursday, June 19, 2008, m.sobhy1990@gmail.com
محمد
أنا بقالى ساعة باقرى تعليقلتك وتعليقات شغف وأسماء ولميا
فيه حاجة مش تمام بجد
هى مش هتوصل لدرجةالجنان
:)
ماافتكرش إنك توصل للمرحلة دى دلوقتى ممكن بعدين شوية
:d
بص يامحمد
أنا ماعرفكش غير من فترة قليلة من حوالى 3 اشهر على مااعتقد
وكل علاقتنا من خلال الشات والبوستات بس
ورغم إختلافنا الكبير
لكن بجد يامحمد إنت حد جميل
بص أنا لازم لازم أعديك بالتفاؤل اللى عندى
:)
كلنا والله عايشين الاغتراب ده
لكن زى مااتقال فوق إنت لقيت ناس زيك كده
يبقى فين الاغتراب أو الغربة؟؟
الكتابة عمرها ماكنت مالهاش لازمة
مابتعملش معجزات ماشى
لكن بتعمل حاجات أقل منها شوية
المهم إنها بتعمل حاجة وخلاص
هو أنا اللى هأقولك برضه
:)
طب هاقولك حاجة
ارجع كده للشعر اللى كنت بتكتبه وبُصله واقراه
وفكّر شوية كده
هل ده كله مالوش لازمة ؟؟
إستحالة
وفيه ناس بتقلق عليك ياعم وبتهتم بيك
يعنى قشطة
الحياة تمام التمام
:)
بجد بجد البوست ده بالتعليقات اللى عليه
أنا شايف إنه كفاية جدا لإنك تقف شوية مع نفسك وتبص للحياة مرة تانية أو مرة مليون
لو إنت هتقولى مانا ياما عملت كده
:)
وبما إن لميا فتحت موضوع المقابلة ده
لو هى قصدها ب" إحنا هنقعد إمتى؟" إن إنتوا تتقابلوا
بماانك عاطل ف الوقت الحالى
:)
عارف إنك هتقولى أنا شغال ف حاجات ومحتاجات
لكن برضه يعنى ظبّط يوم كده نتقابل فيه
وماتخافش ياعم
مش هتغرم حاجة
:d
فاكر حوار عيد ميلادك؟؟
:)
يلا سلاموزا ياغالى
ومستنى ردك
At Friday, June 20, 2008, Muhammad
تبقى قلة أدب مني لو قلت حاجة تانية بعد اللي قلتوه، حتى لو كنت لسه على قناعاتي
تبقى قلة ادب لو مسكتّش - طلبا للفهم - في حضرة هذا النقاش الدائر، حتى و ان كنت اختلف معكم
بس برده تبقى قلة ادب لو مردّتش، على الاقل ع السريع
:)
شغف
يمكن ليست مسألة ايمان أد ما هي مسألة "خذلان". تؤمنين بالشيء كخلاص ثم يخذلك فتشعرين بالغضب و المرارة و تثورين في وجهه. ربما لأننا نحاول غرس بذور الكلمات في تربة واقع غير ملائم على كافة الاصعدة
حاجة كده زي ظهور الجيل الضائع من الكُتّاب بعد الحرب العالمية الاولى. تؤمن بالكلمة و بقدرة الانسان فإذا بالعالم و كأن الجنون قد أصاب كل زاوية فيه و كل ركن، فتشعر بلا جدوى ما آمنت به لأنه لم يفلح في تقديم الخلاص لك او للعالم الذي لا يعبأ، فيظهر على السطح أدب شديد القتامة و فلسفات عدمية تكفر بالأشياء اكثر مما تؤمن بها
آمنت بقدرة الادب على تغيير الانسان الذي سيقوم بتغيير العالم. لو تفتكري تعليقك عن جدوى السينما و "طريقتها" في احداث التغيير، هو ده بالظبط اللي اقصده. لكن عندما تزداد الخيبات و الاخفاقات لن تستطيعي مع الكتابة صبرا و تبدئين في طلب حلول اكثر ثورية
عموما ليست هذه نهاية المطاف، فالموضوع شديد الجدلية، و اغلب الظن اننا سنظل بين شد و جذب، و يقين و شك حتى النهاية
و ازعم ان هذه الثورة في وجه الكلمة منشأها الحب، و ربما الغرض منها هو استفزاز الكلمة لتكشف عن قدراتها الحقيقية فترينا العجب المعجب في شمس النهار، تماما كصراخك في وجه الأب الذي تؤمنين بقدرته على فعل الافضل و ان جعبته ما زالت مليئة بالمزيد، غير انه - لسبب ما - يحرمنا مما في الجعبة
اسماء
الله يحب المتطهرين يا اسماء، فما بالك بالطاهرين
ربما لسنا بالنقاء الذي نزعمه و هذا كل شيء
إطراء فمديح فمبالغة فشطح
ايه يا بنتي كل ده
و الله ما تواضع و لا نيلة
بس بجد الفرامل سابت منك خالص
أنا رجلٌ من غمار الموالي
عموما دعينا نكف عن هذا النقاش لصالح أكل البطيخ
:)
البطيخ أصدق أنباء من الكتبِ
:p
لمي
على فكرة فاكس اوي لما تقول ان حياتك وبلا بلا بلا
الله يكرمك ابقي فكريني اسألك يعني ايه فاكس دي. هتفضلي طول عمرك مَدرسة بنتعلم منها
:D
مش مكسوفة (يا قاهرية) و انتي بتقولي تعالى عايزة اروح السيدة و مش عارفة؟ و تشتري ايه و انتي ع البلاطة؟ و الا هتبيعي البلاطة و تشتري بتمنها؟
بتعزيني؟
قريتها بتعزميني ففرحت
يا فرحة ما تمت
صحيح
شوفيلنا حد يشحنلنا احنا الاتنين
:p
موني
ملاكنا الـ .. الـ .. الكويس و امري لله
:D
اللي بنعمله في الناس هيطلع علينا
حاضر يا لمضة
انتي فينك كده معدتيش بتباني فـ اي حتة غير م السنة للسنة؟
تسنيم
دي العيلة كلها واخده نفس الموقف بأه
و انا اللي كنت هقول حوشي اختك عني
خونة
:@
محمد
انا عايز اعمل مصيدة على باب المدونة تقفش اي متفائل يتسلل و يعكر صفو نكدنا المقدس
:D
انتي ليه مش سايبلي حاجة افلفص بيها؟
بتفترض ردودي و ترد عليها مسبقا
اعمل ايه انا دلوقتي؟ اشتغلك ازاي؟
:p
طلعت عليا سمعة اني عاطل و بخيل
منك لله
ده انا بصرف بالدولار يا جدع
يا ريت تسيبلي تليفونك ع الميل النهاردة
هتصل بيك و نظبط ان شاء الله
النهاردة يا واد
مشمشة
اقل ما يقال عن تعليقك المحذوف انه "مفيد"، تقدري تقولي زي البسلة
:p
kidding
التعليق مفيد بجد و حلو بجد مع اني مش عارف سبب حذفه
عموما احنا كلنا كده ناس على باب الله
ميغركيش الشويتين اللي عاملينهم دول
:D
منورة
شكرا للسادة الحضور
:D
لا اجيد فن التعبير كى اصف احساسى عندما اتصفح مدونتك ...
فانا لا مثقفة ولا قارئة .. احاول ان اقرأ لك اكتر من مرة لاتمكن فقط من كتابة تعليق ولكننى لا اتمكن بسبب ذلك الاحساس الغريب الذى يعتيرينى والذى لا افهمه. ولكنه اقرب باحساسى بان اوصف انى اعيش تحت الأرض ... ومعى بقايا حفريات مخيفة واشباح افكار مرعبة .. ابكيها وتبكينى ...رغم ان بينى وبين السطح المشمس والمزهر اقل من شبر ....
بماذا تنصحنى ... بس بلغة بسيطة الله يكرمك؟؟