Saturday, May 31, 2008,02:22
مفتتح

معذرةً يا صحبتي، لم تثمر الأشجارُ هذا العامْ
فجئتكم باردأ الطعامْ
ولست باخلًا، وإنما فقيرةٌ خزائني
مقفرةٌ حقولُ حِنطتي ...
معذرةً يا صحبتي، فالضوءُ خافتٌ شحيح
والشمعةُ الوحيدةُ التي وجدتها بجيبِ معطَفي
أشعلتُها لكم ...
لكنّها قديمةٌ معروقةٌ لهيبُها دموعْ
معذرةً يا صحبتي، قلبي حزينْ
من أينَ آتي بالكلامِ الفرِحْ

صلاح عبد الصبور

 
Posted by Muhammad | Permalink |


Thursday, May 22, 2008,03:50
ليليّة

وعليّ ليس ابنَ أبي طالب، وفاطمة ليست الزهراءَ. هما المنكسران - روحًا - في رواية المنسي قنديل.
كنت أحسب القلبَ قد انعقد على بهاء طاهر فلن يدع مجالا لغيره حتى أتحفَتْني بانكسار الروح. تلك التي قرأتُها كإسفنجةٍ تتشرّبُ الجمالَ بطول الطريق إلى المحبوب.

تدعونا صفاء للبهجةِ وتُسْمِيه أوانَ الربيعِ وما هو بأوانِ الربيع. هو - وإن كذَّبْتموني - أوانُ البكاءِ على الراحلين. فطوبى للبَكَّائين وطوبى للمُستعبرين.

سؤال: يا ساقييَّ أخمرٌ في كئوسِكما :: أم في كئوسِكما همٌّ وتسهيدُ

ما أشبهتِ الليلةُ البارحةَ. وقفنا بالأمس على ضفة النهر متشابكَي الأيدي كغصنين وقد تراقص الكونُ من حولنا ودَنَتِ السماءُ فصارتْ في مرمى الأكف، ويقف اليومَ كلٌّ منّا على ضفةٍ يفصله عن الآخر نفسُ هذا النهر الخوَّان الذي تغنيتُ بيومياتِه، كما تغنّى بها - على نحوٍ مغايرٍ - محمد فهمي سند.

ومحمد فهمي سند من شعراء السبعينات. يحكي في قصيدته "من يوميات النهر" ما كان من أمر الفتى الذي بدأتْ قصتُه وانتهتْ في ستةِ أيام.
فقط، في ستةِ أيام.

تبدأ العلاقةُ - في اليوم الأول - بالتقاءِ النظرات. تقع عيناه الحائرتان على عينيها الذاهلتين فتعرف فيه المرفأَ وتُسْلِمُ المجدافَ لنجمِ الحبِّ المتلأليء.

في اليوم الثاني تتعانق الأكف وتنهمر الأحلام التي يتحداها الصحو. تداعبُهما أطيافُ البيت العائم في بحرٍ من فضةٍ ونداءاتُ الأطفال الذهبية. يستدفئان بالدعوات الولهى خوفَ زمنٍ لا يلائم سوى زانيةٍ أو راقصةٍ أو قوّادٍ أو خائن.

تتراجع الأحلامُ - في اليوم الثالث - ليجثمَ الواقعُ فوق صدريهما بحضوره القاسي المدبب. تتحاشى الأعينُ الالتقاءَ وتحدّقُ في أمواج النهر العابثة. يفكران - وقد ذهب عنهما السُكْرُ الملازمُ لخمر الحب - في الغدِ وهمومِ الغد. أحلامٌ عريضاتٌ وواقعٌ متسخٌ مقطوعُ الأزرارِ كقميصه.

في اليوم الرابع يشتدُّ البرد. تصحو صاحبتُنا وتطالبُه بشيءٍ سوى الشعر والحلم والصبر، لكنه - في غمرةِ انتظارِهِ البعثَ - لا يملك سواهم. تخبره أنها لا تريد بيتَ شِعرٍ بل بيتاً ترعى فيه الحب المتوقّدَ والأمنَ الدافيءَ والأحلامَ الحُبلى بالأطفالِ وبالعيشِ الرغد.

في اليوم الخامس كان يجلس وحيدًا في مواجهةِ النهرِ على المقعدِ الحجري. كان يثرثرُ - ما زال - عن عشقِهِ للحبِّ وللشعرِ وللحريةِ حتى أوشكَ أن ينادي مَن رحلت.

في اليوم السادس
لم تحملْني أقدامي للباب
فجلستُ على الأعتاب

سؤال: عندما غنّى حليم "الهوا هوايا، أبنيلِك قصر عالي، واخطف نجم الليالي، واشغلِّك عقد غالي"، هل كان يدركُ أنه يخطُّ بصوتِه إنجيلا للمحبين .. ولعجزِ المحبين؟

إلهي الذي في السماء
أعطني القدرةَ حتى أبتسم

 
Posted by Muhammad | Permalink | 3 comments


Tuesday, May 13, 2008,19:44
حُرقة
How do you say goodbye to someone you can't imagine living without?!

My Blueberry Nights
 
Posted by Muhammad | Permalink | 17 comments


Saturday, May 10, 2008,03:41
زمنٌ أخضر

أرادت العزيزة عين ضيقة الاطلاعَ على شيءٍ من الشعرِ الذي كتبتُ. هاكَ آخرُ ما خططتُ منذ سنين عددا


إيزيس الموجودة .. زمنٌ أصفر
إيزيس المفقودة .. زمنٌ أخضر


ما زلتَ تبحثُ عن خلاصِكَ وسطَ أمواجِ الحياةِ كأنَّهُ شىءٌ مُتاح

وكأنَّ آلافَ الجراح

تذوبُ لو يوماً وجدتَ العشقَ في عينَيْ حبيبة

يا صاحبي أوزيرُ ماتَ وهذه إيزيسُ ترقصُ فوقَ أشلاءِ القصيدة

لا، لن تعودَ من الرحيلِ بغيرِ ألوانِ العذاب

لا، لن تعودَ بما تريد

إيزيسُ - مَنْ كانت تلمُّ الشلوَ تلوَ الشلوِ - راحَتْ في الغياب

وهذه عشتار تسألُ أيُّ إثمٍ جمَّدَ الروحَ البرىءَ بجذعِ سنطتيَ العقيم!

يا صاحبي، حزنٌ مُقيم

يا صاحبي، كيف السبيلُ إلى الخلاصِ وكلُّ ما حولي جحيمٌ في جحيم!

عشرونَ حَوْلاً قد مضَيْنَ وما لقيتَ سوى النصالِ على النصالِ فما الجديدُ لكي تريدَه!

حتى القصيدةُ أتعبتْكَ فمُذْ عرَفتَ الشِعرَ لم تقف الدماءُ

وما أفادتْكَ القصيدة

كلُّ الأحبَّةِ غادروكَ

وأنتَ وحدك واقفٌ في حومةِ الميدانِ تنتظرُ الزمانَ لكي يجيئَكَ حاملاً رغمَ انطفاءتِهِ ورودَه

سَلْهُمْ وقد عرفوا الحقيقةَ هل أتى!

- أعمارُنا راحَتْ هباءً في متاهات المحابرِ

والذي تُقْنا إليهِ أتى المماتُ وما أتى

- يكفي الخلودُ

- خلودُ ماذا! ما سنفعلُ بالبنفسجِ حين ينثرُهُ الحزانى في أماسيِّ الشتاءِ على القصائدِ والقبور!

لا يَسمعُ الصُّمُّ الثناءَ فما تفيدُ "فلانُ كان"!

أسطورةٌ وغداً يجيؤُكَ كأسُ موتِكَ بالمصير

فتقولُ مهلاً أيُّها الموتُ المراوغُ

لم يزلْ وقتٌ لأجرعَ ما أريد

لكن ستُتْخَمُ بالحبابِ - حبابِ موتِكَ - قبلَ أنْ يتمهَّل الوقتَ الملائمَ كي تُفيق

ضاع الخلاصُ ولا طريق

هذا أنا آتي إليكَ وما حملْتُ مِنَ الحياةِ سوى الخطيئةِ، والخطيئةُ أثقلَتْ كتفي فجئتُكَ آملاً فيكَ الخلاصَ، وقد تعبْتُ من الحبيبةِ والقصيدةِ، فانتشلني أيُّها الموتُ الحبيبُ، امتصَّني حتى النخاعِ، ولا تدعْني في ظلامِ العالَم المأفونِ أبحث عن شعاعٍ للشروق

أوزيرُ ما عدتَ الخضارَ لهذه الأرضِ اليباب

ما عادت العنقاءُ تقدرُ أنْ تعودَ من التراب

ابحث عن التابوتِ فيكَ ليرقُدَ الجسدُ الممزَّقُ من خطايا الآثمين

فلربَّما يأتي زمانٌ غيرُ هذا بالخَضارِ وبالقصيدة

وتعودُ إيزيسُ الحبيبة

وتعودُ إيزيسُ الحبيبة

 
Posted by Muhammad | Permalink | 2 comments


Thursday, May 01, 2008,08:32
بعضٌ منها

حييَّةٌ كشعر عنترة. حسِّيَّةٌ كشعر امرؤِ القيس. أَنِفَةٌ كشعر ابنِ كُلثوم. وجوديةٌ كشعر طرفة. متصعلكةٌ كشعر عُروة. جريئةٌ كشعر ابنِ أبي ربيعة. عذريةٌ كشعر قيس. فلسفيةٌ كشعر المعري. خمريةٌ كشعر أبي نواس. زهديةٌ كشعر أبي العتاهية. فروسيةٌ كشعر أبي فراس. تجدُّديةٌ كشعر أبي تمام. وصفيةٌ كشعر البحتري. قويةٌ كشعر المتنبي. صوفيةٌ كشعر الحلاج. أندلسيةٌ كشعر ابنِ زيدون. كلاسيَّةٌ كشعر شوقي. رومانتيكيةٌ كشعر جبران. رشيقةٌ كشعر ناجي. وحشيةٌ كشعر محمود حسن إسماعيل. متوهجةٌ كشعر الشابِّي. مسترسلةٌ كشعر السيَّاب. ثوريةٌ كشعر البياتي. أفريقيةٌ كشعر الفيتوري. رقيقةٌ كشعر نزار. مُرَّةٌ كشعر صلاح. زيتونيةٌ كشعر درويش. أبولونيَّةٌ كشعر حجازي. ديونيسيَّةٌ كشعر أدونيس. رافضةٌ كشعر أمل. هامسةٌ كشعر ملك عبد العزيز. جنونيةٌ كشعر عفيفي مطر. مُقَفَّاةٌ كشعر أبي سِنَّة. مستعصيةٌ كشعري .. الذي يأبى أن يعود.


على الهامش

تسنيم: أسأل الله أن يردَّك و ذويك سالمين مغفورا لكم

لمياء: أوحشتني سطورُك

 
Posted by Muhammad | Permalink | 10 comments