إلى كاظم الساهر
أغمضْ عينيكَ الضّيقتينِ على وطنٍ متّسعٍ كالجُرح. أغمضْ عينيكَ الكابيَتيْن ولا تصمت. أَرْجحْ صوتكَ بين الجهرِ الخافتِ والإيماءِ المجنون. ما أحلاكَ وما أحلى شدوَكَ للحريةِ والحب. ما أحلاكَ وما أحلى الرجلَ المبحوحَ بداخلِ روحِك. يا بسَّامَ الطّلعةِ .. يا معقودَ الثّغرِ من الحزن. أجملْ بك. أجملْ بالقلبِ إذا أينعَ أوراقاً خُُضْراً في بستانِ العشّاقِ فأنضجَ ثمرَ الشّوق. أجملْ بالفَوديْنِ إذا ابيضّا وازدادا حكمة. أجملْ بي، بالغرقى في بحرِك. نحنُ المأخوذِينَ بترنيمِ فؤادِك. السّاعينَ إلى النّورِ على نبرةِ حَدْوِك. المُصغينَ إلى صوتِ النّعمةِ في شريانِك. أقبلْ تيّاهاً بالموسيقى المنسابةِ من غصّةِ نفسِكَ كالنّهر. واغسلنا من صدأ الحاضرِ في سعيكَ نحو المستقبل. أقبلْ تيّاهاً مرتدياً تاجاً من شوْك. واحملْ - في أَلَقٍ - حزنَكَ حتّى تَلقى المحبوب. غضّنْ جبهتكَ النديانةَ بالشِعرِ المَوْسومِ بوجعِ العمر. كنْ حادينا في الطّرقِ الوعرةِ نحو بلادِ الفرح. غرغرْنا - رَجْعاً من أغنيةٍ - في الحلْق. يا من رافقَني في سنواتِ الجدبِ فقاسمَني الخبز. يا من أشعلَ تبْغي المُرَّ بمُرِّ اللحن. يا أنكيدو العائد بحثاً عن جلجامش في غاباتِ الأسمنت. يا طعمَ الماءِ المتبخترِ في دجلة كالدّم. يا رائحةَ لقاءِ الرّاعي تمّوز بعشتار. يا صوتَ الناي المنبعثَ بروحي، يا أنت.
At Saturday, September 08, 2007, Muhammad
العزيزة أسماء
بعد التحية
نعلمكم أن المبلغ الذي أرسلتموه تم استلامه، و جاري شراء كل لوازم رمضان و المدارس و العيال
الموضوع قلب مني على جواب:)
المهم، شوفي يا اسماء
سنوات طويلة مرت و لم أكتب قصيدة شعر واحدة. و كما أقول دائما: هجرني الشعر أو هجرته. لا أدري
لكن لسبب لا أدريه، راعيت عَروض الأسطر فأخرجتُ "شيئا موزونا" --- و لا أقول قصيدة
انتشيتُ بالعَروض و قلت ربما كان إرهاصا بعودة الغائب، و لذلك عنونتها عائد "كأنه" الشعر. و ليس كل موزون شعرا
قالوا قديما: الشعر هو الكلام الذي قصد إلى وزنه و تقفيته قصداً أولياً، فأما ما جاء عفو الخاطر من كلام لم يقصد به الشعر فلا يقال له شعر، و إن كان موزونا
و أنا لم أقصد إلى كتابة شعر:)
الأسطر تستخدم تفعيلة الخَبَب، و هي تفعيلة مناسبة للاقتراب من أجواء النثر - ربما لهذا استخدمها صلاح عبد الصبور في ليلى و المجنون تعبيرا عن اليومي و الدارج. لكنها أيضا ترتبط عندي بجو نفسي معين. أقصد أنني أحيانا ما أستشعر جوا صوفيا تسيطر عليه تفعيلة الخبب أو تفعيلة المتدارك أو تفعيلة المتقارب. هذه التفعيلات تحديدا. و هذه الأسطر جاءت نتاجا لواحد من هذه الأجواء. و عموما، تستحيل هذه النقطة على الشرح، فدعكِ منها و مني
لا تُحمّليني ما لا قِبل لي به. فليس في إمكاني - حاليا على الأقل - قول الشعر. أعني الشعر الغنائي تحديدا، و إلا فالأسطر - حسب زعمي - مناسبة للشعر المسرحي. و لكن ليس عن هذا أتحدث
أشكرك لكلماتك الرقيقة، لكنْ أخشى أن رهانك على شعريتي - في هذه المرحلة - هو رهان خاسر:)
و بالمناسبة: أكثر شيء أغبطك عليه هو إنتاجك الشعري الغزير. خصوصا و أن الكمّ - كما قلتُ سابقا - لا يأتي على حساب الكيف
خالص المحبة
At Sunday, September 09, 2007, عين ضيقة
تانى بقى
مساء الخير بجد
هجرك الشعر؟
الشعر ده زى الموت والحب لا فرار منه هو بس تلاقيه خامد شوية او مفيش اللى يهزك ويخليك تكتب خصوصا وانك قادر تخرج بشىء جيد حتى لو هتصنعه وده اللى انت مش هتقبل تعمله والدليل انك بتقر بهجر الشعر ليك بدلا من ادعاء التوقف فقط
وانا احسبه سوء ظن بنفسك وبموهبتك منك لا أكثر
ان شاء الله ترجع تكتب تانى بس انت حاول واتحفنا
صدقنى هستنى
آه قبل ماانسى
هو سيادتك خاصمتنى وللا ايه؟
مش شايفاك عندى يعنى بقالى اكتر من عمل ماشوفتش رأيك
لو مخاصمنى قوللى وانا اصالحك
هديك نص جنيه كمان
لو مش مخاصمنى .. رأيك يهمنى
سلام سلام
At Monday, September 10, 2007, Muhammad
أسماء أفعال حروف جر:p
حسبما أذكر، لصلاح أسطر يشبّه فيها الشعر بنفس الشيئين
لأنَّ الشعرَ مثلُ الموتِ قهّارُ
و
لأنًّ الحبَّ مثل الشعر ميلادٌ بلا حسبان
يا رب ما تكون الذاكرة خانتني
و عموما أتفق معكِ تماما، و أتمنى تكون الصورة بهذا الإشراق فيعقب هذا الخمود فَورة:)
و أظن ممكن فهم الاسباب في ضوء الصفحات الأولى لـ/ حياتي في الشعر
مش عارف امتى بس هبطل ازعج صلاح و بهاء. الناس زهقوا م اللي جابوني:D
ما علينا
مخاصمك ايه بس يا بنت الحلال. أنا برده اقدر استغنى عنك يا شمس أيامي؟:)
كركركركر
و بعدين مش كذا عمل و لا حاجة. باين ذاكرتك بايظة انتي كمان. اخر قصيدة بس اللي معلقتش عليها. لكن في المجمل انا بنطّلك دايما
لو مخاصمنى قوللى وانا اصالحك
هديك نص جنيه كمان
كده بتغريني اقول اه مخاصمك:D
ربنا ما يجيب زعل و لا خصام يا عمي
سلام سلام
At Friday, September 14, 2007, saso
بقالي اسبوع اقول اللهم اغزيك يا شيطان.. بس مش هاعرف يبقي التعليق مفتوح واسكت انا
---
ممممم.. قلنا راينا مرة مش حكاية هي فهاسكت اقولك كل سنة وانت طيب، وكل خطوة حلوة لرجوع شعرك وانت طيب
ليك عليا لو كتبت قصيدة تاني احطلك اغنية لكاظم ع البلوج اسبوعين ..انا عندي اعز منك يعني
--
كل سنة وانت طيب وعاقل
..
عامل قلق ليه ع الياهو
:P
At Friday, September 21, 2007, Muhammad
رفيق ساسو
كيف حال البروليتاريا و الديالكتيك؟:D
كل سنة و انت طيب يا معلمي، و تعود الايام و احنا افضل ان شاء الله
عن رأيك فـ كوكو، زي ما قلتلك انتي من اعداء النجاح و اعداء الثورة و اعداء الشعب و اعداء الفن الرفيع بل و الهابط و يا جبل ما تهزك ريح و الى الامام يا روميل. و على فكرة بأه، هتسمعيه يعني هتسمعيه و الايام بيننا
mana mana mana manah
طب هكتب يا ساسو. صبرك عليا. هكتب و هتحطي اغنية انا اللي اختارها كمان. و هتكون من اللي مش بتحبيهم
و بعدين انا مش عامل قلق و لا حاجة .. دي اسماء بس بتحب تهزر
كركركركركركر:)
لك يوم يا ... :)
آدي اللي بناخده منك لما بتصحي
:p
At Saturday, September 22, 2007, السهروردى
مادققتش فى النص لأجل الصراحة
ما إنى شايف إن عندك بوادر إحتراف بشكل متقدم جدا
أو ما أسميه النصوص محبوكة الصنع
ولا أنفى هنا الموهبة
وأزيد بالقول إن اللغة هنا راقية ومكثفة ومتماسكة
ده إحساسى فى العموم عن كتابتك من زمان
ولكن فى النهاية باتفق مع رأى عين ضيقة فى إن النص عادى لأنى بأنتظر دايما - ومن أى حد- عنصر الروح الجديدة التى تخطف القلب كده
عموما بأنتظر فرصه إنى أعيد قراية المدون هنا فى فرصه قريبة بإذن الله
سؤال فضولى : إيه سر اهداء التدوينة لكاظم، يا ترى يا هل ترى ؟
At Sunday, September 23, 2007, Muhammad
السهروردي
ازيك يا عمي! كيفك؟
كل سنة و انت طيب يا راجل يا طيب
يا اخي مع اننا اختلفنا قبل كده إلا اني دايما بلاقي ان رأيك ليه وجاهة خاصة
و عشان ليه وجاهة خاصة بحمد ربنا انك مدققتش في النص:D
وصلتني نقطتك عن النص محبوك الصنع، و أسعدتني الأخرى المتعلقة باللغة
لا خلاف بيننا - احنا التلاتة - على ان النص عادي. و أزعم ان آراء عين و آراء السهروردي في الشعر عموما لا يستهان بها
عن كاظم: قلت اهديهوله يمكن يديني دبدوبين:)
يا سيدي القصة و ما فيها اني بحبه. و النص ليس فقط إهداء له بل هو عنه
عادي بأه:)
منور يا معلم
رمضان كريم
ابقى فكرنى اديك نص جنيه مخروم علشان بتسمع الكلام
طيب مساء الخير بقى
و... كأنه الشعر
اللغة المصقولة كالعادة والاحساس العالى بردو كالعادة لن يجبرنى على الانحناء للعمل
فالقصيدة رغم الشكل الكتابى الغريب الذى انتهجته ورغم علو اللغة المستخدمة والتشبيهات الجيدة إلا انها تدخل فى نطاق العادية واكبر الاسباب لحدوث ذلك هو الفكرة أو موضوع القصيدة
أنا احكم عليها بالعادية نظرا لأنى هنا أنتظر الابهار والعبقرية -ولا أدعى ذلك
وليس الجودة فقط
وأعتقد انك توافقنى الرأى من اختيار العنوان وكأنه الشعر
وحتى لا نجنى على العمل فهو بالنسبة لأعمال شعرية أخرى لأناس آخرين فهو جيد
ولكن بعيد عن توحد المعايير فى المتعة فقط او الجودة فقط فهو ليس عبقريا
لكن......... يُحترم لا يُنحنى له
أنا لا أحبطك ولا أدعى قدرتى على الحكم بالصواب ولكن انا اعلم جيدا قدرة هذا العقل وهذا القلم على ابداع الافضل وان كنت أراهن على وجود هذا الأفضل فعلا
صدقا أقول
وكفاية عليك كده وموت من السعادة بقى
تصبح على كل حاجة حلوة ان شاء الله