صباح بلا صباح . ليل ممتد ودمى متخبطة . وصفحة – أمام العين – رمادية بلا نهاية . أسقط من علٍ فتتلقفنى الحياة وتمارس معى الجنس الملعون . تتلذذ بى فى كل أوضاع الكاماسوترا ، وأنا المؤنث فى العلاقة .
للحياة ألف قضيب ولى مهبل واحد .. آه كم أنت وحيد يا مهبلى الواحد .. للحياة ألف قضيب ولى مهبل واحد ، فكيف يتسع لكل هذا الوخز؟
ثم مالى لا أستشعر نشوة الجماع؟!
أعقاب السجائر نساء تتلوى فى المنفضة إغواءً للّفافة المشتعلة ، والدخان – كالألم – خيطه لا يتقطع . فسحة الراحة وهم وسأضاجع اللفافة من دبرها حتى تلفظ آخر الأنفاس .. آه كم أنت وحيد يا دبر اللفافة . تماما كمهبلى وحيد .
لم يعد فى كوب الشاى سوى "الهَبابة" المترسبة فى قاع وحدته . أى رحلة قطعتْ أوراقُ الشاى لتصل إلىّ فى هذه الظلمة؟ أى عناء وجودى تحملتْه لترقد الآن مذعنة فى قاع الكوب؟ ربما بكت حزنا لحظة القطف حتى غادرها الأخضر .. ربما اسودت حين لسعتها حرارة الشمس – التى لا تشرق أبدا – حتى جف منها الحنين . آه كم أنت وحيدة يا "هَبابة" الشاى المترسبة فى قاع قلبى ، ولا شىء يشبه وحدتك سوى مهبلى الواحد ودبر اللفافة .. وقلوب البشر .
لا تستشعر المتعة لأن الحياة لا تمارس معك الجنس بدافع الحب أو اللذة, بل تفعل ذلك بكل سادية و شيوفونية و رغبة في إيلامك و امتصاص روحك و طاقتك و تركك جسدا مُثقب مرمي على جانب الحياة ..في النهاية