Sunday, April 11, 2010,02:06
وجوه

وجــــه

لم يكن توتو شيئا فى ذلك الوقت . لم يكن قد أصبح المخرج الذى سيكونه - انطلاقا من العاصمة - فيما بعد .
كان مجرد يتيم ذهب والده إلى الحرب ولم يعد أبدا ، فرفضت أمه تصديق ذلك وعاشت فى أمل الانتظار (أو يأسه) . خرط الصبىَّ خراطُ الرجال فوقعت عيناه على إلينا .

لما وقعت عينا الصبى - الذى خرطه خراط الرجال - على إلينا ، أدرك أنها حبُّ العمر .
ولما وقعت عينا الصبى - الذى خرطه خراط الرجال - على إلينا ، بادلته حبا بحب .
ولما وقعت عينا الصبى - الذى خرطه خراط الرجال - على إلينا ، وبادلته حبا بحب ، جاء دور الأهل .

تدخّل الأب الثرى بمحاولاته للحيلولة بين الذى .. وبين التى .. ولما لم يجد فى ذلك نفعا ، كان أن رحل بالفتاة ، ليظل الذى .. على العهد (دون زواج) لباقى العمر ، رغم علاقاته النسائية (والجسد لا يفهم هذا النوع من الوفاء فيهب مطالبا بحقوقه) التى نستنتج تعددها من أحداث فيلم تورناتورى الجميل .. سينما باراديزو الجديدة .

وجــــه

نصف قرن بلا يأس . لم يستغرق الأمر فى حساب الزمان سوى نظرة كانت كافية لتحويل مجرى حياة عامل التلغراف إلى الأبد . أشرق قلبه بالحب فأشرقت ، لكن قلبها لما عاود الغروب (وقلوب النساء كثيرا ما تعاود الغروب) كانت شمسه - كالكون - آخذة فى التمدد حتى ابتلعته . تعددت علاقات فلورينتينو اريثا فصار فاتحا وميدانه الفراش . تنقّل بين أحضان النساء فلبس من جلودهن عباءة وبنى أهراما من الحلمات ، لكن شبح حديقة البشارة الذى كان يعزف فالس الحب لفيرمينا داثا لم يفلح (ولم يرغب) فى نسيان ربته المتوجة .

لم أستشعر "حقدا" تجاه شخصية روائية من قبل كالذى استشعرته تجاه فيرمينا داثا . ذكرتنى بأخرى لم تفلح قط فى تمييز الحد الفاصل بين الكبرياء والكبر مهما كانت طبيعة الموقف . لكن كل شعور قد زال مع الصفحات الأخيرة لرواية ماركيز العظيمة .. الحب فى زمن الكوليرا .. ليحل محله سمو صوفى ونبل وسلام لمرآهما على متن سفينة فى نهر . ولم يخِبْ - كما يقترح عنوان إحدى مسرحيات شكسبير - سعىُ العشاق .. وإن استلزم الأمر لحدوثه نصفَ قرن .

وجــــه

وحده "سيد أوبرا" الذى أفلح فى القبض على آخر حبات رمال العمر المنسربة - أمام العين - من بين الأصابع ، حين قرر - ذات صحو - أن يلقى بهاتفه فى البحر .
كان "سيد" معلقا بهاتفه حد الهوس فى انتظار مكالمة - لم تأتِ قط - من "منى" التى راحت وتزوجت وأنجبت . وحين علم بعودتها إلى الإسكندرية ، كان يطوف ليلا أمام بيتها القديم لعله - كعادة العشاق - يرى الوجه المحفور على جدار القلب (وداخل حجراته) .

لم تظهر "منى" . ولم تتصل "منى" . ليقرر "سيد" استئناف الرحلة مع حب جديد .. "عايدة" . وشاهدوا - إن شئتم - أوبرا عايدة لأحمد صقر .

 
Posted by Muhammad | Permalink |


2 Comments:


  • At Sunday, April 11, 2010, Blogger تــسنيـم

    ها أنت الآخر تكره فيرمينا داثا .. :(

    فلماذا وقعت أنا في غرامها و تمنيت أن أكون في مثل قوتها؟؟

    هي القوية الحاسمة التي ما ترددت لحظة أن عرفت النهاية و لم تُسوف أو تماطل أو تُكمل معه شفقة به و رثاءً على حاله.

    لم أرها أخطئت في حقه,,, بل أخطأ هو في حق نفسه حين تمسك بحبه لها نصف قرن من الزمان على أمل أن يموت زوجها قبله فيحظي هو بفرصة لم يمنعه العظيم ماركيز من تحقيقها في النهاية.

    إن كنتُ أحببت فيرمينا فأنا عشقت خوفينال أوربينو و مازلت أذكر قوله لها / يعلم الله كم أحببتك

     
  • At Tuesday, April 13, 2010, Blogger Muhammad

    lol yea. Only God knows how much..

    Anyway, let's not talk about that.

     

Post a Comment

~ back home