ما مرَّ عامٌ .. كنتِ حاضرةً أمامي في اختلاجِ الحرفِ في نبضِ القصيدة
ما مرَّ عامٌ .. كنتِ في الشريانِ تنسربين نحو القلبِ/قلبي ..
تمنحين الروحَ للإشراقِ أسبابًا عديدة
ما مرَّ عامٌ .. كنتِ تنسلِّين في حُلمي ملاكًا يحملُ الورداتِ يزرعها بأيامي خضارًا ..
ثم يهمسُ : "سوف تبقى لي حبيبًا" ..
"سوف ترجعُ" ..
"سوف أغزلُ لي رداءً من حنين"
ما مرَّ عامٌ منذُ قلتِ "اليوم تفترقُ الخُطى" و تغادرين
كنا هناك بنفسِ مقهانا القديم
كنا بمقهانا الذي شهد التآلفَ و الخصام
و الناس حولي و الزحام
و القطُّ بين يديكِ يغلبُهُ المنام
قد مرَّ عام
لا مزيد من الحبِّ ليستْ لقلبكِ أرضًا و ليس لنا في البلادِ الغريبةِ عنا إقامة
لا مزيد من الحُلمِ إن الشموسَ ارتحلنَ ..
و في موكبِ الموتِ راح المجازُ و غابتْ عن اللغة الإستعارة
لا مزيد من الشوقِ حجمُ المسافةِ بيني و بينكِ متسعٌ كصفيرِ القطاراتِ في لحظةِ الإفتراقِ ..
و نحن قضيبانِ – مهما يطولُ بنا الدربُ – لا يعرفانِ العناقَ ..
و لا يكشفانِ الغيوبَ ..
لنأملَ أن الصباحَ سيأتي و في يدِهِ وردةٌ و ابتسامة
لا مزيد من الأمنياتِ فإن البنفسجَ مستوطنٌ في الحكايا المعادةِ ..
لا قيس فاز بليلى ..
و لا قيس فاز بلبنى ..
و لا شيء في قصصِ الأولينِ سوى الشعراءِ يتابعهمْ – بعد نأي الحبيباتِ – صوتُ الكمانِ ..
"لماذا يتابعني أينما سرتُ صوتُ الكمانِ" ..
و ما عدتُ أرجو السلامة؟
لا مزيد من الشعرِ كيف أبوحُ بمكنونِ قلبي و حرفي كسيرٌ ..
و دونَ القصيدةِ سبعُ صحارى انتظارٍ تردُّ المسافرَ ..
لا زاد فيهن ، لا ماء ، لا لمحة من ضياكِ ..
كأنكِ نائيةٌ في الحضورِ و حاضرةٌ في الغيابِ ..
و خلفكِ قلبي الذي أتعبتْهُ المواجيدُ لا يعرفُ الإتصالَ ..
و لا يعرفُ الإنفصالَ ..
و لا يعرفُ الإستكانة