أسترجع الآن بعضا مما قرأت .. "محاكمة الكاهن كاي-نن" لبهاء طاهر .. سمنخ كبير الكهنة بعينه الحولاء المتطلعة إلى المستقبل .. وحواره الرقيق مع كاي-نن:
ظل كاي-نن واقفا يتلفت حوله في الزنزانة، فقال سمنخ بهدوء: اخرج يا كاي. أنا أعرف الآن ما يدور في رأسك. أنت تريد الآن أن تبقى وأن تضحي بحياتك من أجل آتون.
فقال كاي-نن: من أجل الحقيقة. ما أهمية الحياة في الكذب؟
قال سمنخ: ما أسهل أن تموت من أجل حقيقتك. ولكن هل تعرف كيف تضحي من أجلها يا كاي-نن؟ ... اكتب شعرا.
قال كاي-نن وهو يبتسم في حزن: قليل مَن سيقرؤه يا سمنخ.
فقال سمنخ: نعم، هذا صحيح. ولكن مَن يدري، ربما هؤلاء القليلون يا كاي هم الذين سيحققون حلمك.
كرر كاي-نن بصوت خافت: مَن يدري؟
أسترجع بريخت وقصيدته "إلى الأجيال المقبلة":
آه، نحن الذين أردنا أن نمهد الطريق للمحبة
لم يستطع أن يحب بعضنا بعضا
أما أنتم
فعندما يأتي اليوم
الذي يصبح فيه الإنسان صديقا للإنسان
فاذكرونا
وسامحونا
أعود إلى كلمات هاملت الأخيرة، بإنجليزية معاصرة:
وأتساءل: لماذا اهتم - في لحظات احتضاره - أن يعرف العالم قصته؟!